Senin, 23 Juli 2007

تقريظ الشيخ أحمد بن يحيى النجمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .
أما بعد سير أعلام النبلاء
فقد اطلعت على كتاب "الانتقادات العلية لمنهج الخرجات والطلعات والمكتبات والمخيمات والمراكز الصيفية" الذي أعده كلٌ من الشيخ أحمد بن عمر بازمول والشيخ أحمد بن يحيى الزهراني : فرأيت أنهما قد وُفِّقَا في جمع مادة جيدة تدل على سوء قصد أصحاب هذا المنهج في هذه الخرجات والسهرات والرحلات ، وإن كانوا يزاولون ما يزاولون فيها في غاية من السرية والتكتم ولكن الله عز وجل قد أظهر بعض ما يتسترون عليه على ألسنة أقوام كانوا معهم فتركوهم وعلى ألسنة أقوام ناقشوا بعضهم وقدموا ذلك في أسئلة .
والمهم أن ما تستروا عليه من سب ولاة الأمر والعلماء السلفيين قد أظهره الله عزَّ وجل على فلتات ألسنة بعضهم وألسنة غيرهم وتحقق فيهم ما قاله عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - حيث يقول :" إذا رأيت قوماً يتناجون بشيء من أمر دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة ". وكم عند هؤلاء الحركيين المتحزبين من ضلالات وبدع وغوايات أصروا عليها بعد النصح المتكرر .
ولقد أحسن المؤلفان بجمع فتاوى مجموعة من العلماء السلفيين مما يدل على إجماع أهل العلم السلفيين على إنكار ما هم عليه من التحزب والبدع وتبييت الخروج والإعداد له ؛ لذلك فإني أحث طلاب العلم على قراءة هذا الكتاب لما حواه من الفوائد في التعرف على هذه المناهج الخاطئة والله ولي التوفيق .
كتبه : أحمد بن يحيى النجمي .
في 9/6/1425هـ .

تقريظ الشيخ زيد بن محمد المدخلي حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على رسوله محمد الصادق المصدوق الأمين ، وعلى آله وصحبه وأتباعه أجمعين .
أما بعد
فقد اطلعت على ما دُوِّن في رسالة "الانتقادات العلية لمنهج الخرجات والطلعات والمخيمات والمراكز الصيفية" المتعلقة ببيان المخالفات التي تنتج عن طلعات الشباب الموروثة عن قادة الإخوان المسلمون ومن نهج نهجهم وكذا ما يقع بالمراكز والمخيمات والخرجات التي يقيمها من تأثروا بالمنهج الإخواني الذي تخالف بنوده وأهدافه ووسائله المنهج السلفي فلقد أحسن مؤلفا هذه الرسالة بجمعهما أقوال العلماء السلفيين المعاصرين لما فيها من إرشاد الناس عموماً وطلاب العلم خصوصاً إلى الاعتصام بمنهج الكتاب والسنة وبفهم سلف هذه الأمة الطائفة الناجية المنصورة ولما فيها من التحذير الصريح من الدخول والتطبيق العملي لمناهج وفدت على أهل هذه البلاد وغيرها من البلدان قرر قواعدها ورسم أهدافها جماعة رشحوا أنفسهم قادة لتربية الشباب فأخطاؤا طريق التربية الإسلامية بل حاربوها وهم يشعرون أو لا يشعرون فأساؤوا إلى أنفسهم وأساؤوا إلى كثير من الشباب في العالم الإسلامي فحسيبهم الله الذي تجتمع بين يديه الخصوم وما الفئة الضالة التي قامت بأقبح الأعمال منذ ثمان سنوات تقريباً في بلادنا العزيزة من التكفير للمسلمين وقتل الأبرياء من المسلمين والمستأمنين وترويع الآمنين وتدمير ممتلكاتهم إلا طلائع من تلكم الجماعات التي لا أصل لها في التربية الإسلامية الصحيحة وأذكر أنني كتبت منظومة في بيان منهج السلف والإشادة به وبيان خطر منهج الإخوان المسلمون المعروف ومنهج جماعة التبليغ ومن ضمن ما قلت هناك :
يا ويح من يدعى لتنظيم عرف بمنهج الإخوان أجلى ما عرف
بالمنهج السري حقاً يعلــم فاحذره تغنم وانتبه يا مسلـم
كم حدث غر قد أضحى مفلساً في خندق الإخوان يمسي في أسى
وبيعة وإمرة ومرتبه وكلها وهم كذاك المنقبة
له دعاة يعملون في الخفا في مهبط الوحي وأرض الحنفا
يؤسفنا حقاً عظيم الأسف صنيعهم هذا بأسلوب خفي
ومن تصدى لبيان أمرهم قالوا عميل لولي أمرهم
وغير هذا من هجومهم على خير الدعاة والهداة النبلا
ومنهج التبليغ ذاك المحدث كم قادة يا قوم فيه أحدثوا
من بدعة في الدين لم تكن على عهد الرسول والصحاب الفضلا
كبيعة الصوفي وترك المنكر وجهلهم بالله ربي فانظر
شعارهم أخرج وبين يا فتى والعلم فيض عندهم قد ثبتا
بسبب الخروج للبيان ودعوة الداع شعار ثاني
وغير هذا من تصرف عري من زهرة الحق وحسن الخبر

وأخيراً : نسأل الله تبارك وتعالى أن يعلي كلمة الحق وينصر أهلها الذين بوجودهم تطيب الحياة في الحال والمآل وأن يرد كيد الضالين المضلين في نحورهم ويقي المسلمين جميع شرورهم إن ربي سميع قريب مجيب الدعاء .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

قاله وأملاه
زيد بن محمد بن هادي المدخلي
27/7/1425هـ



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( ) .
 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ( ) .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً  يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً( ) .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
"فالحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنوره أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم .
ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجتمعون على مخالفة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي الكتاب بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين"( ) ؛ لذلك كان بيان الحق ورد الباطل من أوجب الواجبات ومن أهم المهمات وهما مكملان لبعضهما البعض فلا يعرف الحق إلا برد الباطل ولا يرد الباطل إلا بمعرفة الحق .
سبب التأليف :
والدعوة إلى الله عز وجل والحرص على هداية الناس وإصلاحهم من أهم الأمور التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف ومع أهميتها إلا أنه قد دخل فيها ما ليس منها وخرج منها ما هو فيها .
وفي هذا القرن الرابع عشر ظهرت جماعة محدثة اشتغلت بالدعوة إلى الله ، واتخذت في دعوتها طريقة تسمى بالخرجات أو الطلعات أو المكتبات اتخذتها منهجاً ألزمت نفسها بها وسارت عليها ؛ مخالفة للسنة النبوية ومنهج السلف الصالح _  _ في أمور جوهرية من أصول دعوتها .
وهذه الخرجات والطلعات والتنظيمات استعملوها من أجل التحكم فيمن يخرجون معهم فيقولون لهم في أول الأمر : هذا الخروج هو عبارة عن نزهة فقط ثم بعد ذلك يطعمون تلك النزهة بشيء من الدين وهذا الدين الذي يريدونه إنما هو دين الحركيين الذين يريدون أن يبنوا دولة تحت دولة ؛ بحجة السعي ؛ لإقامة الخلافة( ) فيطلبون من اتباعهم البيعة أن يبايعوا أميراً ينتخبونه هم أنفسهم .
وهذه الخرجات خطر كبير ؛ لأنها ليس وراءها إلا التأليب على الحكام والتثوير ضد الأمراء ، وصرف الشباب عن العلماء السلفيين وما شابه ذلك . فهم لا يخرجون إلا من أجل أن يجمعوا الناس حولهم وأن يصرفوهم من بيعة ولي الأمر الحقيقي إلى بيعات استثنائية حركية عندهم وما شابه ذلك .
وهذه الخرجات من تفريخ فرقة الإخوان المسلمون( ) كما وضح ذلك مؤسسها حسن البنا حيث قال تحت عنوان فرق رحلات الإخوان : كانت رحلات الإخوان المسلمين قد كثر عددها وهي بعينها فرق الجوالة وقد أنشئت هذه الفرق عقب نشأة الدعوة وكادت تلازم أول شعبها وجوداً وقد ألفت بنفسي أول فرقة وكنت أزاول تدريبها بشخصي على بعض التمرينات الرياضية( ) اهـ .
ثم قال حسن البنا تحت عنوان نواحي النشاط :
أولاً : قسم الرحلات الصيفية : الغرض من هذه الرحلات :
التدريب العسكري والتعارف ونشر الدعوة .
تنظيم الرحلات في يوم جمعة من كل أسبوع مدة شهور الإجازة الصيفية .
ويشترط أن يكون لدى الأخ لباس الجوالة أو التدريب العسكري .
ثانياً : معسكر الصيف : الغرض من هذه المعسكرات التدريب العسكري والرياضة البدنية في الهواء الطلق والرياضة الروحية .
يقسم الإخوان المشتركون بالمعسكر إلى فرق( ) اهـ .
وقال أيضاً : لزيادة الترابط بين الإخوان عليهم أن يحرصوا على :
1- القيام برحلات ثقافية ؛ لزيارة الآثار والمصانع وغير ذلك .
2- القيام برحلات قمرية رياضية .
3- القيام برحلات نهرية للتجديف .
4- القيام برحلات جبلية أو صحراوية أو حقلية .
5- القيام برحلات متنوعة بالدراجة .
6- صيام يوم في الأسبوع أو كل أسبوعين .
7- صلاة الفجر جماعة مرة كل أسبوع على الأقل في المسجد .
8- الحرص على مبيت الإخوان مع بعضهم مرة كل أسبوع أو أسبوعين( ) .
وقد أفصح مؤسسها عن غرض هذه الخرجات حيث قال تحت عنوان فرقة الرحلات : فكر الإخوان في مزاولة النشاط الرياضي تأثراً بفكرة الجهاد الإسلامي( ) ، وتحقيقاً لنيته ، وتنفيذاً لأمر الإسلام ( ) اهـ .
فكان لا بد من بيان الحق فيها ورد الباطل منها بالرجوع إلى أهل العلم الربانيين السلفيين امتثالاً لقوله تعالى  فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ( ) فكانت هذه الرسالة المختصرة الجامعة لفتاوى أهل العلم في هذه الطريقة المحدثة والتي اتفقت كلمتهم على عدم جوازها وأنها بدعة منكرة على أصحابها الرجوع إلى الله تعالى وإلى سنة رسوله  ومنهج السلف الصالح -  - .
تسمية الرسالة :
وسميناها : " الانتقادات العلية لمنهج الخرجات والطلعات والمكتبات( )والمخيمات( ) والمراكز الصيفية( ) ".
خطة البحث :
وجعلناها في مقدمة وفصلين والفهارس .
المقدمة : خطبة الحاجة وسبب التأليف وتسمية البحث وخطته .
الفصل الأول : الخطوط العريضة لمنهج الخرجات والطلعات والمكتبات والمخيمات والمراكز الصيفية .
الفصل الثاني :فتاوى العلماء في الخرجات والطلعات والمكتبات والمخيمات والمراكز الصيفية .
والله نسأل أن ينفع بها الجميع وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل إنه سميع قريب مجيب الدعاء وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه
أبو عمر و أبو عبد الله
أحمد بن عمر بازمول أحمد بن يحيى الزهراني
الخطوط العريضة لمنهج جماعة الخرجات والطلعات :
جماعة الخرجات والطلعات والمكتبات والمخيمات : هي عبارة عن مجموعة كبيرة من الشباب تحت أمير عام مجهول .
تنقسم هذه المجموعة إلى مجموعات على كل مجموعة منها أمير .
يخرجون كل أسبوع إلى منطقة خالية داخل المدينة يلعبون الكرة ثم يجلسون يذكرون الله .
وسميت بالخرجات أو الطلعات ؛ لأنهم يخرجون ويطلعون فيجتمعون كل أسبوع مرة في مكان خالٍ من الناس ، وكل مدة من الشهور مرة إلى منطقة سفر .
وليس المقصود بالخرجات هنا التنـزه المباح الذي لا تنظيم سري فيه ونحوه من الأمور التي تنقل الأمر المباح إلى البدعة والضلال نسأل الله السلامة والعافية .
وهذه الخرجات تقوم على الأمور التالية :
الأول : الخروج للاجتماع
الثاني : الأمير .
الثالث : الحزبية والتفرقة .
الرابع : التنظيم والسرية .
الخامس : الطعن في العلماء .
السادس : الطعن في ولاة الأمر.
هذا إجمال وفيه تفصيل( ) :
أولاً : الخروج للاجتماع( ) :
الخروج عندهم بالنسبة لأفراد الخرجة إلزامي( ) .
و مما يدل على ذلك أمور :
1/ أنهم لا يتركون الخروج كل أسبوع( ) إلا فيما يلي :
أ ـ في رمضان لكن بعضهم يخرج ويلعب الكرة بعد صلاة التراويح .
ب ـ الستة الأيام الأولى من شوال – وبعضهم قد يخرج بعد اليوم الثالث - .
ج ـ أيام الحج من (8 – 14) لكنهم يجتمعون بهم في حملات الحج .
د ـ أيام الاختبارات النصفية والنهائية .
2/ إذا حصل ظرف طرأ عليهم فإنهم يقدمون الخروج أو يؤخرونه عن يومه الأساسي من كل أسبوع وأحياناً يلغى الخروج وهو نادر .
3/ إذا غاب أحد أفراد الخرجة يأتي إليه أمير الخرجة ويقول له : أنت إذا غبت سوف يغيب الشباب ولا يحضرون لماذا لا تضحي من أجل الشباب والدعوة .
4/ أن الفرد لا بد أن يخرج مع احتياج أهله له . وإذا أراد أن يغيب لاحتياج أهله يقول له الأمير : حاجيات أهلك افعلها في غير يوم الخرجة .
5/ أنهم يجعلون الخروج مع الشباب والانضمام إلى الخرجة : من أهم أسباب الثبات على الهداية والحق . بل هي وسيلة الدعوة الوحيدة ! بل قال بعض الأمراء لأفراد خرجته : انظروا إلى فلان ترك الخرجة فانتكس( ) !!!.

6/ أنهم يطلقون ألفاظ الضلال وما أشبهها من الانتكاسة على من يترك الخروج معهم ولو لم ينحرف عن الحق ذلك الشاب الذي ترك الخروج معهم .
7/ أن من تركهم راغباً عنهم ثم أراد الرجوع يطالبونه بإعلان التوبة أمام الشباب( ) .
8/ أن الأمير يستعمل ويطلق على جماعة خرجته حديث :"يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار"( ) ، وحديث " عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"( ) .














ثانياً : الأمير( ) :
هو شاب يقوم على مجموعة من الشباب يسمعون له ويطيعون في الحضر ويرجعون إليه ويصدرون عن أمره ونهيه .
وهذا الأمير في الغالب ليس من طلاب العلم فضلاً عن أن يكون معلماً ومربياً للشباب . بل هوبحاجة إلى من يربيه ويعلمه العلم الشرعي( ) .
ومما يدل على أنه أمير : الأمور التالية :
1/ أنهم يطلقون عليه هذا الاسم فيقولون أميرنا فلان .
2/ أنهم يعاملونه معاملة الأمير فيسمعون ويطيعون له وهم في الحضر( ) .
3/ إذا اجتمعوا في بيت أحد الشباب وأراد أحد الخروج يستأذن الأمير دون صاحب البيت وإذا استأذن صاحب البيت ولم يستأذن الأمير كأنه فعل منكراً .
4/ أن الشاب إذا أراد أن يزور أحداً لا بد أن يأخذ الإذن من الأمير وإذا لم يأخذ منه الإذن عاتبه على ذلك . بل في كل أمر - صغير أو كبير - يرجعون إليه ويستأذنونه .
5/ إذا أراد أحد من خارج المجموعة أن يخرج معهم يقولون له : لا بُدَّ من استئذان الأمير وقد يأذن له وقد لا يأذن وهو الغالب( ) .
ومما يدل على أن هؤلاء الأمراء ليسوا بطلاب علم :
1/ أنهم يتكلمون ويفتون بلا علم ، ولا يقولون : لا أدري أو لا أعلم( ) .

2/اتهام العلماء الكبار بعدة تُهَمٍ منها : أن العلماء تركوا الشباب ولا يعرفون بواقعهم ومشكلاتهم( ) .
3/ أنهم يوردون أحاديث ضعيفة بل وموضوعة مكذوبة على الرسول  لجهلهم بالثابت من الضعيف .
4/ أنهم يوصون الشباب بقراءة كتب ومجلات( ) فيها أخطاء اعتقادية وفكرية( ) منهجية ككتب سيد قطب وغيره مع العلم بأن الشباب غير مؤصلين عقدياً ومنهجياً فلا يعرفون الفرق بين الخطأ والصواب( ) .
5/ أن غالب كلماتهم في السيرة( ) والمواعظ والرقائق والقصص وسير الصالحين .
6/ يجنبون الشباب الدروس العلمية( ) ويشغلونهم بحفظ المتون عن حضور دروس أهل العلم بحجة أن طعام الكبار سم للصغار .
7/ يحضرونهم لاستماع محاضرات لأشخاص معينين يحملون أفكارهم ولا يسمحون لهم بالحضور عند غيرهم من أهل العلم( ) .
8/ يربون الشباب على بغض أهل العلم السنيين السلفيين من أمثال العلامة محمد الجامي - رحمه الله تعالى - والشيخ أحمد النجمي والشيخ ربيع المدخلي والشيخ صالح اللحيدان والشيخ صالح الفوزان والشيخ زيد المدخلي وغيرهم - حفظهم الله جميعاً - .
9/ أنهم يمجدون أهل البدع والأهواء من أمثال حسن البنا وسيد قطب والمودودي والقرضاوي ومحمد قطب وغيرهم . بل تعقد جلسات ومحاضرات في المخيمات من أجل تقرير هذا المبدأ .



















ثالثاً : الحزبية والتفرقة( ) :
1/ لا يسمحون لأحد أن يجلس معهم في مجلسهم إذا كانوا مجتمعين إلا بعد استئذان أمير الخرجة .
2/ الخروج خاص بأفراد الخرجة ولا يسمحون لأحد بالخروج معهم . والعجب أن بعض الدعاة يقول : ليس في منعهم من الخروج شيء.
3/ أن الشاب إذا كان في خرجة ثم انضم إلى خرجة أخرى فإن أمير خرجته الأولى يطلب من أمير الخرجة الثانية أن يلزمه بالرجوع إلى الخرجة الأولى .
4/ أن الولاء والبراء عندهم للتنظيم .
5/ انقسام الشباب المسلم إلى مجموعات مفترقة .
6/ يربون الشباب على حب الخرجات والطلعات والمخيمات والمراكز الصيفية ويبغضونهم فيمن ينتقدهم بعلم ويصرفونهم عن فتاوى العلماء ولو بالطعن الخفي وهذه هي الحزبية المقيتة بعينها( ) .
رابعاً : التنظيم والسرية( ) :
"ومما يدل على تنظيمهم أن لهم أفكاراً معينة يطرحونها في وقت معين في داخل هذه البلاد وخارجها وكل ذلك ضمن برنامج معين من قبل أصحاب هذه الجماعة لا تجد هذه البرامج تختلف في شرق المملكة أو غربها أو في شمالها أو في جنوبها أو في وسطها لا في كتبها ولا في طريقة تلقيها بل حتى في الأمور الترفيهية لا اختلاف فيها .
وهذه الجماعة لا تتلقى دراستها وتثقيفها وتوجيهها إلا من مشايخ على نمط معين بل لا تجد مواقف أتباعها تختلف من مكان لآخر بل تجده موحداً أينما اتجهت وهذا يدل على وحدة مصادر التلقي عندهم"( ) .


ومما يدل على السرية عندهم :
1/ كثيراً ما يطلقون كلمة فلان مباحث أو يتكلمون في أمور ـ لا ينبغي التكلم فيها إلا من قبل المختصين من العلماء ونحوهم من أهل الحل والعقد ـ ثم يقول أحدهم : اخفضوا أصواتكم المباحث تسمع دبيب النمل .
2/ سحبت خرجة من أمير لم يكن يحسن التصرف في إمرة الشباب وأعطيت لغيره ولانعلم ممن صدرت هذه الأوامر . بل هم ينفون أن يكون فيما بينهم اتصال( ).
3/ الدروس التي تلقى في الخرجات سرية لا يطلع عليها أحد خارج عن الخرجة.
4/ متابعة أفراد المجموعة ؛ إذ أن لديهم جدولاً يتابع فيه الفرد متابعة شديدة لينتقى من المجموعة من سيكون قيادياً فيما بعد( ).
5/ يغيرون مكان خروجهم من أجل صرف الأنظار عنهم – أي نظر رجال الأمن- . وهو أمر منظم مطالبون بتنفيذه من حين لآخر .
6/ لكل خرجة اجتماعات سرية :
وهي النحو على التالي :
أ ـ اجتماع الأمير بجميع أفراد الخرجة في غير يوم الخرجة :
يكون فيه تحديد ما يتعلق بالخروج لرحلة ونحوها وهذا لا يحضره إلا أفراد الخرجة ولو حضر أحد خارج عنهم لا يتكلمون بشيء في ذلك الاجتماع بل يؤجلون الكلام إلى اجتماع آخر .
ب ـ اجتماع الأمير مع أفراد مخصصين من الخرجة لا مطلقاً :
وهذا الاجتماع لا يعلمه بقية أفراد الخرجة الباقين ، يناقشون فيه أوضاع الخرجة والشباب ويقرؤون فيه كتاباً في الدعوة على طريقة "الإخوان المسلمون" مثل : معالم في الطريق أو المستقبل لهذا الدين أو في ظلال القرآن وكلها لسيد قطب أو واقعنا المعاصر لمحمد قطب أو الانطلاقة الكبرى لمحمد المصري ويناقشون فيما بينهم الأفكار المطروحة في الكتاب وكيف يتم تطبيقها على الواقع .
ج ـ اجتماع أمراء الخرجات بعضهم مع بعض :
يتباحثون ويتشاورون فيما بينهم مسائل تتعلق بالدعوة والشباب وكيفة إعداد خرجة جديدة وإلى مَنْ يعطونها ويقومون بتقييم تلك الاجتماعات واللقاءات وتعبئتها في استمارات سواء كانت سنوية أو شهرية أو أسبوعية ؛ لتلافي الأخطاء وانتقاء العناصر الفعالة ؛لتحقيق الأهداف المعدة مسبقاً( ) .
د ـ اجتماع أمراء الخرجات الكبيرة مع الأمير الكبير المجهول الذي لا تعرف عينه ولا يعرف اسمه( ).
وهذان الأخيران لا يطلع عليهما أحد إلا الأمراء أوْ من يؤهلونه لأمارة خرجة.
والعجب من بعض الدعاة ينفي علاقته بهم وقد شوهد معهم بل يطلب أمراء الخرجات ممن تاب - من تركه الخرجة راغباً عنها - أن يذهب إليه ويقبل رأسه وأن يطلب منه السماح له بالرجوع إلى الخرجة.




















خامساً : الطعن في العلماء :
وذلك باتهامهم زوراً وبهتاناً بما هم منه براء وذلك كما يلي :
1/ أن العلماء يظاهرون الكفار ويوالونهم في فتاواهم .
2/ أن العلماء مضغوط عليهم في فتاواهم من قِبل ولاة الأمر .
3/ أن العلماء يداهنون الحكام ويجاملونهم من أجل المناصب والدنيا .
4/ أن العلماء مقصرون في مناصحة الحكام .
5/ أن العلماء عملاء للدولة وأنهم مباحث .
6/ أن العلماء لا يفقهون الواقع .
7/ أن العلماء قصروا في تربية الشباب وأهملوهم( ) .
















سادساً : الطعن في ولاة الأمر( ) :
1/ يوزعون فيما بينهم الأشرطة التي فيها تهييج سياسي وإثارة للحماس بصفة كبيرة سواء كانت ممنوعة أو غير ممنوعة .
2/ يتكلم أفراد الخرجة في الولاة ويطعنون فيهم وهذا الأمير ساكت وإن تكلم قال : الله المستعان ويهز رأسه .
3/ اعتقاد شباب الخرجات بأن هناك فجوة بينهم وبين الولاة وينصبون عليهم العداء بالشتم والسب والدعاء عليهم واعتقادهم أن الولاة يحاربون الدعاة والعلماء والشباب الملتزم( ) .
4/ أنهم يدعون على الولاة ولا يدعون لهم( ) .




إن بعض الأناشيد التي يفعلها كثير من الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية ويسمونها الأناشيد الإسلامية ليست من أمور الإسلام ؛ لأنها قد مزجت بالتغني والتلحين والتطريب الذي يستفز المنشدين والسامعين ويدعوهم إلى الطرب ويصدهم عن ذكر الله وتلاوة القران وتدبر آياته والتذكر بما جاء فيه من الوعد والوعيد وأخبار الأنبياء مع أممهم وغير ذلك من العلوم النافعة لمن تدبرها حق التدبير وعمل بما جاء فيها من الأوامر واجتنب ما فيها من المنهيات وأراد بعمله وأعماله وجه الله عز وجل .
وقد سمعت بعض الأشرطة التي قد سجلت فيها بعض الأناشيد التي يسمونها الأناشيد الإسلامية فإذا هي تشبه الأغاني الموسيقية .
وفي أول سماعي لما هو مسجل في الشريط حسبت انه غناء فأنكرت على صاحب الشريط فقال : إنه ليس غناء , وإنما هو من الأناشيد التي تسمى بالأناشيد الإسلامية , فقلت لقد أخطأ المنشدون لها بألحان الغناء وأخطاء من سجلها و أخطأ من سماها بالأناشيد الإسلامية ؛ إذ لا فرق بينها وبين الأغاني الموسيقية في صفة الأداء والتلحين والتطريب الذي يستفز المنشدين والسامعين وإنه لينطبق على المنشدين للأناشيد بالتغني والتلحين والتطريب قول الشاعر في إنكاره على الذين يستحلون شرب النبيذ المسكر ويقولون إنه نبيذ وليس بخمر فقال الشاعر في الرد عليهم :
فإن لا يَكُنْها أو تَكُنْه فإنه أخوها غذته أمه بلبانها
وهكذا يقال في الأناشيد الملحنة بألحان الغناء إن لا تكن غناء فأنها أخته وشقيقته فيجب اجتنابها كما يجب اجتناب الغناء .
ومن قاس الأناشيد الملحنة بألحان الغناء على رجز الصحابة رضي الله عنهم حين كانوا يبنون المسجد النبوي وحين كانوا يحفرون الخندق أو قاسها على الحداء الذي كان الصحابة رضي الله عنهم يستحثون به الإبل في السفر فقياسه فاسد ؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يتغنون بالأشعار ويستعملون فيها الألحان المطربة التي تستفز المنشدين والسامعين كما يفعل ذلك الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية وإنما كان الصحابة رضي الله عنهم يقتصرون على مجرد الإنشاء للشعر مع رفع الصوت بذلك ولم يذكر عنهم أنهم كانوا يجتمعون على الإنشاد بصوت واحد كما يفعله الطلاب في زماننا والخير كل الخير في اتباع ما كان عليه رسول الله  وأصحابه رضي الله عنهم والشر كل الشر في مخالفتهم والأخذ بالمحدثات التي ليست من هديهم ولم تكن معروفة في زمانهم وإنما هي من بدع الصوفية الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً فقد ذكر عنهم أنهم كانوا يجتمعون على إنشاد الشعر الملحن بألحان الغناء في الغلو والإطراء للنبي  ويجتمعون على مثل ذلك فيما يسمونه بالأذكار وهو في الحقيقة من الاستهزاء بالله وذكره ومن كانت الصوفية الضالة سلفاً لهم وقدوة فبئس ما اختاروا لأنفسهم( ) .
وقال الشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى - : فصل في ذكر أشياء من التمثيلات السخيفة والمستهجنة :
فمن ذلك ما فعله بعض الطلاب في بعض المراكز الصيفية حيث جعلوا شيطاناً إنسياً يمثل إبليس ويمثل وسوسته للناس بترك المأمورات وفعل المنكرات، فجعل الشيطان الإنسي يدنو من بعض الحاضرين ويوسوس لهم بما يترتب عليه غضب الله وعقابه فزين لهم الأشياء المحرَّمة ويأمرهم بفعلها ويهوَّن عليهم أمر الفرائض والواجبات ويأمرهم بتركها، وجعل الحاضرون يضحكون من هذا التمثيل بملء أفواههم .
وهذه القصة السخيفة من أقبح القصص التي ذكرت عن المفتـونين بالتمثيل وهي من تلاعب الشيطـان بهم وسخريته منهم ومن الحاضرين عندهم .
ومن القصص التمثيلية السخيفة جداً – بل الشركية –( ) ما أخبرني به من أثق به من أهل العلم أنه لما كان يدرس في المعهد حضر عند بعض الطلاب وهم يمثلون شجرة تُعبد من دون الله، فذكر أن بعضهم قاموا أمام الشجرة ورفعوا أيديهم نحوها يدعونها من دون الله ويسألونها قضاء حوائجهم فجاء أحد الحاضرين يمثل نفسه برجل عابد يريد أن يقطع الشجرة التي تُعبد من دون الله فجاء آخر منهم يمثل نفسه بإبليس فنهى المتمثل بالعابد عن قطع الشجرة وصارعه فصرعه المتمثل بالعابد فقال له المتمثل بإبليس : أترك الشجرة اليوم وأنا أعطيك ديناراً، فأخذ المتمثل بالعابد الدينار وترك قطع الشجرة في ذلك اليوم، ثم جاء في اليوم الثاني ليقطعها فأعطاه المتمثل بإبليس ديناراً آخر فتركها، ثم جاء في اليوم الثالث فطلب الدينار فأبى المتمثل بإبليس أن يعطيه شيئاً فصارعه المتمثل بالعابد فصرعه المتمثل بإبليس وقال له : إنما كنت تغلبني إذ كان عملك لله، فأما اليوم فقد صار عملك للدينار فغلبتك .
قلتُ : وهذه التمثيلية السخيفة من أقبح التمثيلات التي ذُكرت عن الممثلين، وهي من التمثيل لشجرة العزّى ونحوها من الأشجار التي كانت تُعبد من دون الله .
فالطلاب الذين قد مثّلوا أنفسهم يدعون شجرة من دون الله قد جعلوا لله نداً وأشركوا به شركاً أكبر . وقد قال الله تعالى :  إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ( ) ، وقال تعالى:  إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً( ).
ولا يخفي على عاقل ما في فعل الذين يمثلون عبادة الشجرة من الشرك مع ما في ذلك أيضاً من السخف والرعونة .
وأما المتمثل بإبليس في هذه القصة، وفي القصة المذكورة قبلها، فهما أسوأ حالاً من الذين أشركوا بالشجرة لأن كلاً من هذين قد جعل نفسه بمنـزلة الشيطان الرجيم الذي قد لعنه الله وطرده من الملأ الأعلى وآيسه من رحمته وأمر بني آدم أن يتخذوه عدواً، وحذرهم من فتنته، ولو كان عند المتمثل بإبليس دين ثابت لمنعه دينه من التعرض لسخط الله وأليم عقابه، ولو كان لـه عقل سليم لمنعه دينه من التعرض لسخط الله وأليم عقابه، ولو كان لـه عقل سليم لمنعه عقله مما يدنس ويشين عند ذوي العقول السليمة .
وأما الحاضرون عند المتمثل بإبليس والمتمثلين بعباد الشجر فلكل واحد من الراضين بالتمثيل نصيب من الإثم والإفك الذي فعله المتمثلون ؛ لأن الراضي بالذنب كفاعله، والدليل على هذا قول الله تعالى :  وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ ( ).
وإنه ليخشى على اللَّذَينِ تشبَّها بإبليس في القصتين المذكورتين في أول الفصل أن يكون كل منهما خارجاً من الإسلام، وكذلك الذين وقفوا أمام الشجرة يدعونها من دون الله ويمثلون أفعال الذين يعبدون العزّى وغيرها من الأشجار ويدعونها من دون الله .
وقد ورد التشديد في الحلف بالبراءة من الإسلام، وهو في حالة الصدق أهون بكثير من التمثل بإبليس وبعبّاد الأشجار .
وبالجملة فإن المتمثلين بإبليس وبالذين يدعون العزّى وغيرها من الأشجار قد وقعوا في خطر عظيم وأمر مناقض للإسلام، فعلى من فعل هذا المنكر الوخيم أن يتدارك نفسه بالتوبة النصوح والإنابة إلى الله تعالى والإكثار من الأعمال الصالحة فإن الحسنات يُذهبن السيئات. وعلى غيرهم من المؤمنين أن يحذروا من الوقوع في مثل هذه الأمور الفظيعة والزلاّت الشنيعة والمزالق الخطرة التي وقع فيها الجاهلون بما يناقض الإسلام .
وإذا علم ما جاء في الأحاديث من التشديد في الحلف بالبراءة من الإسلام والحلف بملة غير الإسلام كأن يقول هو يهودي أو نصراني إن فعل كذا كذا، فليعلم أن التشبه بإبليس وبعبَّاد الأشجار أعظم من ذلك بكثير لأن كُلاً من المتشبِّه بإبليس وبعبَّاد الأشجار قد جعل نفسه بمنـزلة من تشبَّه به وذلك يقتضي الكفر . والتشبه بإبليس يقتضي أيضاً أن يكون المتشبِّه به من الشياطين .
ويجب على الذين مثلوا أنفسهم بإبليس وبعبَّاد الأشجار وهم جاهلون بما تشتمل عليه هذه الأفعال الوخيمة من المنافاة لدين الإسلام أن يبادروا إلى محو هذه الزلاّت بقول : لا إله إلا الله، والإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة.
وإذا عُلم ما في التمثل بإبليس وبعبّاد الأشجار من السخف والرعونة وما يترتب على ذلك من الغفلة عن الله تعالى والصد عن ذكره ومراقبته، وما يترتب على ذلك أيضاً من تضحيك الناس بقبيح الأفعال ورديء الكلام الذي يشتمل على الهزل والمجون وأنواع السفاهة والسخافة والرقاعة، وما تشتمل عليه أفعالهم وأقوالهم في حال تمثلهم بإبليس وبعبّاد الأشجار من المنكرات التي تنافي الإسلام، فهل يقول مؤمن عاقل إن ذلك من التمثيل الذي يدخل في الدعوة إلى الله والتوجيه والإرشاد.
كَلاَّ لا يقول ذلك من له أدنى شيء من العقل والدين، وإنما يقول ذلك من هو مصاب في دينه وعقله . وإنه ليخشى على المتشبِّهين بإبليس وبعبّاد الأشجار وعلى الراضين بفعلهم إن يصابوا بمصيبة في دينهم، مع ما يخشى عليه من العذاب في الآخرة .
ومن أعظم التمثيل خطراً وأشده نكارة : الاستهزاء بالدين وأهل الدين والسخرية من المتمسكين بالسنة ، كما قد ذكر ذلك عن بعض ذوي السفاهة والرقاعة الذين لا يبالون بما يأتونه من منكرات الأفعال وما يخرج من أفواههم من الأقوال الساقطة ورديء الكلام .
ومما ذكر عنهم من الأفعال المنكرة أنهم يجعلون لبعض محلقي اللحى أو بعض الصبيان الصغار : لحية من جلود الضأن التي عليها شعر كثير ليمثلوا بذلك أهل اللحى ويضحكوا منهم وممن يمثلهم .
وهذا صريح في الاستهزاء بالسنَّة في إعفاء اللحي والسخرية من الذين يعفون لحاهم. وما عَلِمَ الأراذل السخفاء أن استهزاءهم باللحي يتناول النبي  فإنه هو القدوة والأسوة الحسنة للذين يعفون اللحى .
وقد كان  كثَّ اللحية ضخمها عظيمها قد ملأت نحوه، وقد أمر أمته بإعفاء اللحى وتوفيرها ونهاهم عن حلقها والتمثيل بها، وما تضمن الاستهزاء بالنبي  من الأقوال أو الأفعال أو تضمن الاستهزاء بشيء من هدية وسنته فهو كفر صريح . وقد جاء النص على ذلك في قول الله تعالى :  قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ - لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( ).
فليحذر الذين يمثُّلون أهل اللحى ويسخرون منهم من الوقوع في هذه المزالق التي تخرجهم من الإسلام( ) .
وقال الشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى - :
من التشبه بأعداء الله تعالى ما يفعله أهل المدارس وغيرهم من إقامة التمثيليات للماضين وأفعالهم مضاهاة لما يفعله النصارى في عيد الشعانين فإنهم يخرجون فيه بورق الزيتون ونحوه يزعمون أن ذلك مشابهة لما جرى للمسيح حين دخل إلى بيت المقدس راكباً أتانا مع جحشها فامر بالمعروف ونهى عن المنكر فثار عليه غوغاء الناس وكان اليهود قد وكلوا قوماً معهم عصي يضربونه بها فأورقت تلك العصي وسجد أولئك الغوغاء للمسيح فعيد الشعانين مشابهة لذلك الأمر ذكر هذا شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى .
وإقامة التمثيليات للأمور الماضية هي من باب ما يفعله النصارى في عيد الشعانين ولم يكن ذلك من هدي رسول الله  ولا من هدي أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ولم يكن من عمل التابعين وتابعيهم بإحسان وإنما حدث ذلك في زماننا وهو متلقى
عن الإفرنج وأشباههم( ) .







يقول السائل :كيف تأثرت هذه البلاد بالدعوات الوافدة كدعوة الإخوان ودعوة التبليغ ! مع العلم بأن هذه البلاد علماؤها - كأئمة الدعوة وتلاميذهم - على منهج سلفي صحيح ؟
فأجاب - رحمه الله تعالى - : المخالطة ، كثرة (حضور) العالم إلى هذه البلاد( ) ، كثرة المسافرين ،قلة العلم يؤثر على الناس ،هذا التأثر لا يستغرب ،كثرة الوافدين والمسافرين والمخالطين والدعوات التي تنشر في الصحف والكتب وفي الإذاعات ، ولكن من تمسك بالحق وصار على بصيرة لا تؤثر عليه كثرة الوافدين والمؤلفات والقيل والقال ، هذه يجب الحذر يجب التثبت يجب على طالب العلم العناية بكلام السلف وكثرة المراجعة وحل المشاكل بالأدلة وألا يتساهل في هذا الأمر وأما أن يناظر أخاه ويبحث مع أخيه ويكون الهدف السنة والكتاب لا قول فلان ولا فلان ، إذا أشكل عليهم راجعوا الأدلة ، هكذا أهل العلم تناظروا ورجعوا إلى الحق كالدعوة في عهد الإمام أحمد وفي عهد ابن المبارك وفي عهد التابعين وفي عهد الصحابة لا يستنكر هذا .
وسئل – رحمه الله تعالى - : أليس من أخطرها قلة العلم ؟
فأجاب : أخطرها قلة العلم ، لا شك هو أخطرها( ) .






قال الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى - : التحزب والتكتل في جماعات مختلفة الأفكار أولاً والمناهج والأساليب ثانياً فليس من الإسلام في شيء بل ذلك مما نهى عنه ربنا عز وجل في أكثر من آية في القرآن منها قوله تعالى وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ  إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ( ) .
ولا شك ولا ريب أن أي جماعة يريدون بحرص بالغ وإخلاص لله عز وجل في أن يكونوا من الأمة المرحومة المستثناة من هذا الخلاف الكوني ، إن ذلك لا سبيل للوصول إليه ولتحقيقه عملياً في المجتمع الإسلامي إلا بالرجوع إلى الكتاب وإلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وإلى ما كان عليه سلفنا الصالح -  - .
ولقد أوضح رسول الله  المنهج والطريق السليم في غير ما حديث صحيح . عن النبي  أنه خط ذات يوم على الأرض خطاً مستقيماً وخط حوله خطوطاً قصيرة عن جانبي الخط المستقيم ثم قرأ قوله تبارك وتعالى وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ( ) ومرَّ بأصبعه على الخط المستقيم وقال : هذا صراط الله وهذه طرق عن جوانب الخط المستقيم قال عليه الصلاة والسلام : " وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه "( ).
لاشك أن هذه الطرق القصيرة هي التي تمثل الأحزاب والجماعات العديدة ولذلك فالواجب على كل مسلم حريص على أن يكون حقاً من الفرقة الناجية أن ينطلق سالكاً الطريق المستقيم ، وأن لا يأخذ يميناً ولا يساراً .
وليس هناك حزب ناجح إلا حزب الله تبارك وتعالى الذي حدثنا عنه القرآن الكريم أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( ) .
فإذن كل حزب ليس من حزب الله فإنما هو من حزب الشيطان وليس من حزب الرحمن ، ولا شك ولا ريب أن السلوك على الصراط المستقيم يتطلب معرفة هذا الصراط المستقيم معرفة صحيحة ، ولا يكون ذلك بمجرد التكتل والتحزب الأعمى على كلمة الإسلام الحق لكنهم لا يفقهون من الإسلام إلا شيئاً قليلاً ، فلا يكون التحزب الصحيح الفالح إلا بمعرفة هذا الإسلام كما أنزله الله تبارك وتعالى على قلب محمد  .
لهذا كان من علامة الفرقة الناجية التي صرح النبي  بها حينما سئل عنها فقال  :" هي ما أنا عليه اليوم وأصحابي "( ).
فإذن هذا الحديث يشعر الباحث الحريص على معرفة صراط الله المستقيم أنه يجب أن يكون على علم بأمرين اثنين هامين جداً :
الأول : ما كان عليه النبي  .
والآخر : ما كان عليه أصحابه عليه الصلاة والسلام .
ذلك ؛ لأن الصحابة الكرام هم الذين نقلوا إلينا أولاً هديه  وسنته .
وثانياً : هم الذين أحسنوا تطبيق هذه السنة تطبيقاً عملياً فلا يمكننا والحالة هذه أن نعرف معرفة صحيحة سنة النبي  إلا بطريق الصحابة .
ومن هنا ألفت النظر إلى أهمية هذه الضميمة وهي أنه لا يكفي لأي جماعة إسلامية تنتمي بحق إلى العمل بالكتاب والسنة لا يكفيهم أن يقتصروا على فهم الإسلام بناءاً على الكتاب والسنة فقط بل لا بد أيضاً من معرفة تطبيق أصحاب الرسول  لهذه السنة ؛ لذلك نعتقد جازمين أن كل جماعة لا تقوم قائمتها على هذا الأساس من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح دراسة واسعة جداً محيطة بكل أحكام الإسلام كبيرها وصغيرها أصولها وفروعها ، فليست هذه الجماعة من الفرقة الناجية ومن التي تسير على الصراط المستقيم الذي أشار إليه الرسول  في الحديث الصحيح .
وإذا فرضنا أن هناك جماعات متفرقة في البلاد الإسلامية على هذا المنهج فهذه ليست أحزاباً وإنما هي جماعة واحدة ومنهجها منهج واحد وطريقها واحد ، فتفرقهم في البلاد ليس تفرقاً فكرياً عقدياً منهجياً ، وإنما هو تفرق بتفرقهم في البلاد بخلاف الجماعات والأحزاب التي تكون في بلد واحد ومع ذلك فكل حزب بما لديهم فرحون .
هذه الأحزاب لا نعتقد أنها على الصراط المستقيم بل نجزم بأنها على تلك الطرق التي على رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه( ) .
وسئل – رحمه الله تعالى - : ما يتخذه بعض الدعاة من استخدام الأناشيد الإسلامية أو التمثيل أو أنواع اللهو لهذا الغرض كذلك من هداية الناس ونحو ذلك ؟
فأجاب - رحمه الله تعالى - : يبدوا أنك تريد الجواب الصريح والجواب : لا ( ).
وسئل – رحمه الله تعالى - : أنا أدرس في الجامعة في شباب طيبين ملتزمين وقد تعرفنا على شباب طيبين ملتزمين وكان لهم نشاطات وكانوا يعطوننا دروساً ،ويوجد شاب ملتزم كان هو متولينا ،كان عنده علم ويعطينا دروس في العقيدة والفقه ما نحتاجه ، استمرينا لمدة ستة أشهر تقريباً بعد ذلك عرفنا على شخص آخر في النزهة هذا عنده علم أكثر من الشاب الذي معنا ، ما نعرفه وبعد فترة بعدما أخذنا دروس عند الشخص هذا عرفنا على شخص ثالث عنده علم أكثر من الاثنين وهلمَّ جرا بعد فترة قبل تقريباً ثلاث أشهر أو أربع أشهر وصلتنا إشاعة يقال :أنتم سروريون وهذا الشخص هو الذي نظمكم - أي يعطنا دروساً ويذهب بنا إلى الشيخ فلان وفلان من جماعتهم – يعني هو سروري وضمنا إلى الفكر السروري عن طريقهم وانطلقت علينا فكرة إن فؤاد الذي هو أنا والشباب الذين معهم سروريون الذين نظمهم الشخص فلان وأنا لا أعرف ما معنى سروري ،وقالوا :أنت سروري وكذا وكذا بعد ذلك قبل الفترة هذه كان عندي شك وكنت أشعر أنه في تنظيم مثلاً كان الشك في طبيعة الشباب حركتهم في تنظيم تابع ؛لأنه تنظيم ؛لأنه يتلقى أوامر من فوق ويأتي على صيغة إجبار من الشخص الأول عنده موعد كل يوم اثنين بعد صلاة العشاء يذهب – طبعاً لديه سرية تامة جداً – يذهب بعدها بيوم ويأتي بأوامر جديدة على صيغة أوامر : افعل كذا ، ولا تفعل كذا وأي حاجة لا بد أن يعرفها .
قال الألباني : لا شك هذا منظم .
السائل : لما تواجهه ؟ يقول : أنا غير منظم ، يذهب ثم يرجع : أوامر جديدة اختلف الرجل بعد فترة ذهب إلى الشخص هذا الذي في النزهة ثم صار يعطينا دروساً.
لما أكتشفنا الموضوع هذا قالوا : إن هؤلاء يدعون إلى الفكر السروروي : محمد ابن سرور وهذا الذي حدث باختصار شديد ، وقالوا : إن عندهم بيعة ! وهم حتى الآن يمشون معنا سليم في سرية تامة جداً ؟
فأجاب :هؤلاء منظمين أكيد . أنت تقول إنهم يدرسونا عقيدة ماذا أعطوكم في العقيدة ؟
فقال السائل : بدؤوا في العقيدة الواسطية . وقالوا : إن العقيدة جافة وقالوا : في فكرة نعطيكم إياها ، إيش هي ؟ قالوا : لا بعد ما نؤسسكم في العقيدة نعطيكم هذه الفكرة ! .
وهناك شخص آخر طبعاً لا نراه أخبارنا دائماً عنده .
قال الشيخ الألباني : ولن تعرف اسمه .
ويقولون : التنظيم السري ، فإن الإسلام لا يقوم إلا بجماعة وقال : هذا التنظيم مثل ما نطلع رحلة لا بد الواحد ينظم أموره .
قال الشيخ الألباني : هذه صوفية عصرية ، الصوفية قديماً هكذا المشايخ .
الذي يسمونهم المريدين كالعبيد لا يتحرك حركة إلا بإذن الشيخ ، الإسلام ليس فيه سرية ، خاصة في هذه الأيام الكافر يعلن كفره( ) .
وقال - رحمه الله تعالى - : الحديث المعروف حديث العرباض بن سارية  اقتصر منه على موضع الشاهد منه حيث قال  :" فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي "( ) . إذن هنا لم يقل الرسول  عليكم بسنتي فقط وإنما أضاف أيضاً إلى سنته سنة الخلفاء الراشدين من هنا نحن نقول وبخاصة في هذا الزمان زمان تضاربت فيه الآراء والأفكار والمذاهب وتكاثرت الأحزاب والجماعات حتى أصبح كثير من الشباب المسلم يعيش في حيران لا يدري إلى أي جماعة ينتسب ؟ ! فهنا يأتي الجواب في الآية وفي الحديثين المذكورين : اتبعوا سبيل المؤمنين . في العصر الحاضر ؟! الجواب : لا ، وإنما في العصر الغابر العصر الأول عصر الصحابة السلف الصالح هؤلاء ينبغي أن يكونوا قدوتنا وأن يكونوا متبوعنا ، وليس سواهم على وجه الأرض مطلقاً إذن دعوتنا هنا الشاهد ، وهنا بيت القصيد تقوم على ثلاث أركان :على الكتاب والسنة واتباع السلف الصالح فمن زعم بأنه يتبع الكتاب والسنة ولا يتبع السلف الصالح ويقول بلسان حاله وقد يقول بلسان قاله وكلامه : هم رجال ونحن رجال فإنه يكون في زيغ وفي ضلال لماذا ؟ لأنه لم يأخذ بهذه النصوص التي أسمعناكم إياها آنفاً .
لقد اتبع سبيل المؤمنين ؟ لا . لقد اتبع أصحاب رسول الكريم ؟ لا . ما اتبع ؟ اتبع – إن لم نقل هواه فقد اتبع عقله! وهل عقله معصوم ؟ فالجواب : لا ،إذاً فقد ضل ضلالاً مبيناً .
أنا أعتقد أن سبب الخلاف الكثير المتوارث في فرق معروفة قديماً والخلاف الناشب اليوم حديثاً هو عدم الرجوع إلى هذا المصدر الثالث وهو السلف الصالح فكلٌ يدعي الانتماء إلى الكتاب والسنة وطالما سمعنا مثل هذا الكلام من الشباب الحيران حيث يقول يا أخي هؤلاء يقولون كتاب وسنة وهؤلاء يقولون كتاب وسنة فما هو الحكم الفصل ؟ الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .
فمن اعتمد على الكتاب والسنة دون أن يعتمد على السلف الصالح ما اعتمد على الكتاب والسنة وإنما اعتمد على عقله إن لم أقل على هواه اهـ( ) .
وأورد الألباني - رحمه الله تعالى - قول عَمْرُو بن سلمة : كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ : أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدُ ؟
قُلْنَا : لَا .
فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا .
فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا !
قَالَ : فَمَا هُوَ ؟
فَقَالَ : إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ .
قَالَ : رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ كَبِّرُوا مِائَةً فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً فَيَقُولُ هَلِّلُوا مِائَةً فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً وَيَقُولُ سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً ؟
قَالَ : فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ ؟
قَالَ : مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ ؟
قَالَ : أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ .
ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ ؟
قَالُوا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ : حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ.
قَالَ : فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ .
وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ  مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ !
قَالُوا : وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ ؟
قَالَ : وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ! إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ  حَدَّثَنَا :" أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ". وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ .
ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ : رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ"( ).
وعلق عليه - رحمه الله تعالى - بقوله : المنكر الذي أنكره ابن مسعود  على أصحاب تلك الحلقات ليس هو إلا هذا التجمع في يوم معين ، والذكر بعدد لم يرد وإنما يحصره الشيخ صاحب الحلقة ويأمرهم به من عند نفسه ، وكأنه مشرع عن الله تعالى .
ومن الفوائد التي تؤخذ من الحديث والقصة أن العبرة ليست بكثرة العبادة ، وإنما بكونها على السنة ، بعيدة عن البدعة ، وقد أشار إلى هذا ابن مسعود  بقوله أيضاً :" اقتصاد في سنة ، خيرٌ من اجتهاد في بدعة "( ).
ومنها : أن البدعة الصغيرة بريد إلى البدعة الكبيرة ، ألا ترى أن أصحاب تلك الحلقات صاروا بعد من الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ؟
فهل من معتبر اهـ( ) .







سئل الشيخ – رحمه الله تعالى - : وقع الخلاف بين الدعاة إلى الله عز وجل في وسائل الدعوة فمنهم من يجعلها عبادة توقيفية وينكر على من يقيمون الأنشطة المتنوعة نرجو بيان الصواب في ذلك ؟
فأجاب : الحمد لله رب العالمين ، لا شك أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى عبادة ، كما أمر الله بها في قوله ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ( ) والإنسان الداعي إلى الله يشعر وهو يدعو إلى الله عز وجل أنه ممتثل لأمر الله متقرب إليه به .
ولا شك أيضاً : أن أحسن ما يدعى به كتاب الله وسنة رسول الله  ؛ فإن كتاب الله سبحانه وتعالى هو أعظم واعظ للبشرية يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ( ) .
والنبي  كذلك قوله أبلغ الأقوال موعظة فقد كان يعظ أصحابه أحياناً بموعظة يصفونها بأنها وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون( ) .
فإذا تمكن الإنسان أن تكون موعظته بهذه الوسيلة فلا شك أن هذا خير وسيلة ، وإذا رأى أن يضيف إلى ذلك وسائل مما أباحه الله فلا بأس بهذا . ولكن بشرط : أن تكون هذه الوسيلة لا تشتمل على شيء محرم من الكذب أو تمثيل دور الكافر مثلاً في التمثليات أو تمثيل الصحابة -  - أو أحداً من الأئمة بعد الصحابة أو ما أشبه ذلك مما يخشى منه أن يزري بأحد من هؤلاء الأئمة الفضلاء . وكذلك أيضاً لا تشتمل على تشبه رجل بامرأة أو العكس ؛ لأن هذا مما ثبت فيه اللعن عن رسول الله  ؛ فإنه لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء( ) .
المهم : أنه إذا فعل شيئاً من هذه الوسائل أحياناً( ) من أجل التأليف ولم تشتمل على شيء محرم فلا أرى فيها بأساً .
أما الإكثار منها وجعلها هي الوسيلة للدعوة إلى الله والإعراض عن الدعوة بكتاب الله وسنة رسول الله  بحيث لا يتأثر المدعو إلا بهذه الوسائل فلا أرى ذلك ، بل أرى أنه محرم ؛ لأن توجيه الناس إلى غير الكتاب والسنة فيما يتعلق بالدعوة إلى الله أمر منكر، لكن فعل ذلك أحياناً لا أرى فيه بأساً، إذا لم تشتمل على شيء محرم( ) .
وسئل – رحمه الله تعالى - : يوجد عندنا مجموعة من الشباب عندهم بيعة وإمارة وتنظيم سري ومن عباراتهم يقولون منهجنا سلفي ومواجهتنا عصرية ويقولون أحياناً سلفية المنهج وعصرية المواجهة وأحياناً يقولون عندهم بيعة وأحياناً يقولون إنها عهد وليس ببيعة وصفة البيعة عندهم أن يقول القائل عندهم : أقسم بالله العظيم أن أكون متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله  على نهج السلف الصالح وأن أناصر أصحاب هذا المنهج أينما كان وعندهم إمارة عندهم بيعة لأمير مجهول لا يعرفه إلا خواصهم ولهم دروس سرية لا يحضرها غيرهم وأعمال سرية لا يعرفها إلا هم فما رأيكم فيما ذكر يا فضيلة الشيخ وما توجيهكم لهؤلاء الشباب ؟
فأجاب - رحمه الله تعالى - : رأي أن هذا من البدع والمنكرات ، فالسلف -  - أشد حرصاً من هؤلاء على إقامة دين الله ،وقد نالهم من الأمراء والخلفاء في عهدهم ما هو أشد من هذا ومع ذلك لم يتخذوا أميراً ولا إماماً يبايعونه سراً.
ونصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله - عز وجل – وأن ينقضوا البيعة ولا يبايعوا أحداً ، هم الآن تحت دولة وحاكم شرعي ثبتت إمرته بمبايعة أهل الحل والعقد له .
ومن المعلوم أن الصحابة لما بايعوا أبا بكر لم يبايعه كل إنسان في المدينة ، وإنما بايعه أهل الحل والعقد فإذا بايع أهل الحل والعقد إماماً صار إماماً لكل مكان لكل الأرض فلا يحل لهؤلاء أن يتخذوا أميراً أو إماماً دون من له إمامة المسلمين في البلاد عليهم أن يتوبوا إلى الله ،ويجب عليهم أن ينقضوا هذه البيعة فوراً بدون تأخير ويتوب إلى الله من هذا ؛لأنهم على ذنب بمخالفة الجماعة .
وسئل – رحمه الله تعالى - : عندنا شباب يُؤَمِّرُون شخصاً أثناء الاعتكاف فلا يأكلون إلا بأمره ولا ينصرفون إلا بأمره علماً بأنه يعلقون في اعتكافهم برنامجاً فيه وقت لقراءة القرآن ووقت للأكل ووقت للنوم ووقت لدرسهم ويكثرون من الدروس في العشر الأواخر من رمضان فما الحكم ؟
فأجاب : الحكم أن هذا من البدعة ، والمعتكفون في عهد النبي  لا يفعلون هذا ،وكلاً يعتكف وحده ويصلي وحده والناس يختلفون والإنسان نفسه تختلف أوقاته أحياناً يرجح أن يصلي وأحياناً يرجح أن يقرأ ،وكذلك الآخرون بعضهم يحب أن يقرأ وبعضهم يحب أن يذكر ،أما أن يقال للناس افعلوا كذا وكلوا كذا فهذا بدعة منكرة( ) .
وسئل – رحمه الله تعالى - : ما حكم استماع الأشرطة المسماة بالأناشيد الإسلامية ،وهل تنصحوننا بها حفظكم الله ؟
فأجاب : أنصحك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله  وسيرته العطرة فهي والله خير من استماع الأناشيد ، ولو قيل : إنها أناشيد إسلامية !!! على أننا سمعنا أن هذه الأناشيد تغيرت وصارت تنشد بألحان تشبه ألحان الأغاني الماجنة وأنها تكون بأصوات مغرية تثير الشهوة ، وإذا كان الأمر كما سمعنا ؛ فإنه لا يجوز الاستماع إليها( ) .
وقال أيضاً – رحمه الله تعالى - : الإنشاد الإسلامي : إنشاد مبتدع يشبه ما ابتدعه الصوفية ، ولهذا ينبغي العدول عنه إلى مواعظ القرآن والسنة اللهم إلا أن يكون في مواطن الحرب ليستعان به على الإقدام والجهاد في سبيل الله تعالى فهذا حسن . وإذا اجتمع معه الدف كان أبعد عن الصواب( ) .
وقال - رحمه الله تعالى - : إن الواجب على الأمة أن تلتف حول أئمتها ، وولاة أمورها ،وولاة الأمور كما قال أهل العلم في قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْر مِنْكُمْِ( ) .
صنفان من الناس الأمراء والعلماء .فالأمراء عليهم تنفيذ الشرع وإذا بين لهم الشرع وجب عليهم أن ينفذوه ،وعلى العلماء بيان الشرع وألا تأخذهم في الله لومة لائم ،يبينون الشرع ،ما يتوجه إلى الحكام يبينونه للحكام، وما يتوجه إلى الرعية يبنونه للرعية .
وانتبهوا إلى هذا التفصيل : بعض الأمور لا يتوجه أو لا ينبغي للإنسان أن يوجهها إلى الرعية ؛لأنهم لا يحلونها . إلى من توجه ؟
إلى الولاة الذين في يدهم حلها ،فمثلاً إذا رأينا معصية فاشية في المجتمع فإلى من نوجه الخطاب إلى الحكام وإلا للمجتمع ؟
للمجتمع ؛لأنهم هم فعلوا هذا ويستطيعون أن يتخلصوا منها .
لكن إذا وجدنا أمراً يتعلق بتدبير شؤون الدولة ما نوجه للمجتمع ماذا يكون بيد المجتمع لن يستفيد المجتمع إلا أن نشحن قلوبهم كراهية للولاة وبغضاً لهم وكلاماً في المجالس .
وأعني بالولاة :ولاة الأمر من أمراء وعلماء لكن نتقدم بها إليهم ؛لأن ذلك أجدى وأنفع وأبرأ للذمة ونحن إذا بينا الشيء لهم - يعني : أقصد أنَّأ نتكلم بلسان العامة - إذا بينا الشيء لولاة أمرنا من علماء وأمراء فقد قامت عليهم الحجة أمام الله ولا يمكنهم أبداً أن يخالفوا شرع الله في ذلك .
فإن خالفوا بأن داهن العلماء الأمراء ، أو لاحظ الأمراء شيئاً آخر مخالفاً للشرع فإن النتيجة ستكون وخيمة على الجميع( ).
وقال – رحمه الله تعالى - أيضاً : لا تأخذك العاطفة فالعاطفة إن لم تكن مبنية على العقل والشرع صارت عاصفة تعصف بك تطيح بك في الهاوية .
اجعل سيرك في القلب وفي اللسان وفي الجوارح ،اجعل سيرك مبنياً على العقل مستمداً من الشرع( ).






سئل – رحمه الله تعالى - : شاب من شبابنا يقول :انتشرت في هذه الأيام ما يسمونه الخرجات وهي عبارة عن مجموعات من الشباب على كل مجموعة أمير يوجه الشباب مع العلم أنَّ هذا الأمير ليس من طلاب العلم ويجعل لهم برامج معينة يمشون عليها ومن هذه البرامج تنظيم الزيارات بعضهم لبعض ، وخرجة أسبوعية حسب تعبيره للعب الكرة وإلقاء دروس بعد لعب الكرة من بعض الحاضرين الذين ليس عندهم علم في الغالب وكذلك لا يستطيع أحد من هؤلاء الشباب أن يذهب إلى خرجة أخرى إلا بعد إذن أميره وكذلك يحذرون من كل من يحذر من هذه الخرجات ولو كان من أهل العلم فهل هذا من منهج السلف أم لا ؟
فأجاب : نصيحةً لشبابنا أوجز فأجيز فأقول : إن هذه الخرجات وتلكم المكتبات والرحلات والمعسكرات( ) والأمسيات والمغامرات والمناورات التي تقع في بعض المناطق في آخر الليل كل هذه الألقاب ألقاب سياسية للتخطيط السياسي .
أقول لشبابنا : إنَّ هذا التخطيط يحاول أن يفسد بين الراعي والرعية ، وهذا التخطيط السياسي المدمر يحاول أن يجلب على بلدكم الأمين هذا : تلك الويلات التي تعيشها كثير من الشعوب في الخارج مظاهرات واغتيالات وفتن لا حد لها .
طالما كتبت هذا الاستنصاح فأنصحك وأمثالك أن تبتعدوا من هذه المخططات السياسية وتستغلوا إجازتكم هذه في حفظ كتاب الله تعالى وحفظ المتون من كل مادة تحفظ متناً في العقيدة في الفقه في المصطلح في النحو في الصرف تذهب إلى أحد الحرمين تحفظ كتاب الله أو ما تيسر منه وتحفظ كتب العلم وتحضر دروس المشايخ أوتذهب إلى الطائف حيث يوجد هناك الآن كبار العلماء كاللجنة الخماسية ولشيخنا الشيخ عبد العزيز ابن باز - حفظه الله - دروس منظمة في هذا الصيف يوم الإثنين الماضي كنت في دروسه بعد صلاة الفجر يدرس الشيخ في العقيدة والفقه والتفسير وعنده نية أن يفتح درساً في النحو في ألفية ابن مالك وهناك مشايخ بإمكانكم أن ترتبوا لكم دروسكم عليهم في بيوتهم في مساجدهم تستغلوا هذه العطلة في ما ينفعكم وتبتعدوا من هذه التخطيطات الرهيبة التي لا تدركون مدى خطورتها إلا فيما بعد نسأل الله لنا ولكم السلامة( ) .
وقال - رحمه الله تعالى - : تثيرون الشبه حول هؤلاء العلماء لا شك أن ذلك يؤدي إلى انصراف صغار الطلبة من حولهم وبذلك يرفع العلم ؛لأن العلم إنما يرفع بموت العلماء فإذا مات هؤلاء العلماء المعتبرون وقد انصرف الشباب إلى الأحزاب وتركوا العلماء وتفشى الجهل لا شك إن هذا يؤدي إلى رفع العلم وتفشي الجهل وكثرة الجهل وقلة العلم وهذا ما نلمسه الآن للأسف في كثير من الشباب حيث يأتي إليه حزبي فيقول إن الشيخ الفلاني يكرر صحيح البخاري صحيح مسلم فتح المجيد تيسير العزيز الحميد ماذا تستفيدون لا يعرفون من فقه الواقع شيئاً ترى صغار الطلبة الذين كانوا يلتفون حول كبار العلماء فيدرسون عليهم بعد صلاة الفجر وفي بعض الأوقات أوقات فراغهم تراهم ينصرفون واحد بعد الآخر فيتركون طلب العلم وينصرفون إلى الأناشيد الله المستعان فيشغلونهم بالأناشيد فيشغلونهم بالرياضة بلعب الكورة بدلاً من أن يطلب العلم ينشغل بهذه الأمور لا شك أن هذا يؤدي في النهاية إلى فشو الجهل( ) .
وسئل الشيخ - رحمه الله تعالى - : شاع هذه الأيام في المدارس والمعاهد ما يسمى بالنشاط الثقافي يجتمع فيه الشباب ينظمونهم أسراً وجماعات عليها رؤساء ونواب يقام فيها بعض الدروس وبعض التمثيل والأناشيد إلى آخر الكلام الطويل والمعسكرات والمخيمات ؟
فأجاب : هذا أسلوب من أساليب بعض الجماعات السياسية الحركية التي تريد أن تكسب الشباب بهذا الأسلوب وتريد أن تُبْعِدَهم عن العلم النافع وعن العلماء الصالحين الربانيين يشغلون أوقاتهم بالتمثيل والأناشيد وهذه التقسيمات والمخيمات والمعسكرات حتى يستولوا على عقولهم هذا ما يسمونه بالتربية فإذا تربوا بهذه التربية يتدرج في هذه التربية ويكسبونه حتى يتخرج دكتوراً فهو منهم لأنهم أخذوه وهو صغير ربوه على التمثيل والأناشيد ، التمثيل حرام بإجماع أهل العلم والأناشيد مشغلة وهذه الأساليب كلها أساليب جديدة للدعوة إلى منهج معين للحركيين السياسيين الذين يريدون أن يحولوا بين شبابنا وبين العلم النافع وبينهم وبين الاتصال بالعلماء العاملين الربانيين ، المسؤولية تقع على الجهات المسؤولة عن هذا التنظيم وعلى الذين يتساهلون هذا التساهل ويسلمون الشباب لهؤلاء يتصرفون فيهم كما يشاءون ما أخطر هذا الموقف وما أخطر مستقبله .
وسئل – رحمه الله تعالى - : ما حكم المشاركة في هذه الأنشطة ؟
إن هداك الله وسمعت نصيحتي أن تبتعد عن مثل هذا النشاط هذا نشاط يضرك ولا ينفعك( ) .














قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله تعالى - راداً على بعض الحزبيين :
وأنت يا مسكين ماذا فعلت وماذا عملت ؟ ضعيت أعمار الشباب في التمثيليات والأناشيد وفي الرحلات الفارغة ، وفي التحذير من أهل السنة كأن السني أصبح عندهم غولياً إذا قدم إلى تعز هربوا بأولادهم وبأصحاب معاهدهم رحلة .
وستتضح الحقيقة ! وما أحسن ما قال بعض إخواننا المحويتيين وقد كان من الإخوان المفلسين يقول : يحدثونا عن الجهاد في سبيل الله حتى نصير كأننا قنابل متفجرة وفي الليلة الثانية يأتون لنا بتمثيلية تمحو ذلك الحماس .
وهنا أمر أريد أن أحذر منه سواء من بعض الدعاة في اليمن أو بعض الدعاة في أرض الحرمين ونجد أو في باكستان فقد اتخذه كثير من الناس مصيدة للشباب فيقوم ويظهر البطولة والشجاعة أمام الشباب ويقول هذه الحكومات الكافرة والشباب يقولون : هذا والله هو البطل وهو ليس عند الجهاد ولكن لكي يصطادك معه إلى الحزبية المساخة التي مسخت شباب المسلمين وشتت شملهم وجعلتهم شيعاً وأحزاباً .
فينبغي أن تقبل إقبالاً كلياً على طلب العلم . ويقولون لهم أيضاً : تذهبون إلى دماج تتعلمون الحديث لا بأس به أما فكر الدعوة وفقه الدعوة فهم لا يعرفون شيئاً عن الواقع ؛ بل أعظم من هذا أنهم قالوا للشيخ الألباني : إنه لا يعرف شيئاً عن الواقع . ولا أدري ماذا يعنون بفقه الواقع ؟ يعنون أن تعرف شوارع القاهرة وكم شارعاً في بغداد ! وأما فقه الواقع فمن الذي يجهله ؟! فما يجهله إلا حمار يقول الله عز وجل في كتابه الكريم : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ( ) اهـ( ) .





سئل الشيخ أحمد النجمي - حفظه الله تعالى - : ما حكم الخرجات التي يقوم بتنظيمها بعض الشباب في كل أسبوع بقصد الدعوة إلى الله ! بينوا لنا ذلك بياناً شافياً حتى ينتفع الجميع ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .
وبعد :
فإن هذه الخرجات التي يعملها بعض الشباب بقصد الدعوة إلى الله فيما يزعمون هذه بدعة لم يكن رسول الله  يفعل مع أصحابه هكذا وإنما خروجهم لمقاصد الله أعلم بها :
منها أنها يتخلون في أماكن وينشدون الأناشيد التي يسمونها بالإسلامية ويتكلمون في العلماء وفي الدعاة وفي السلفيين يتكلمون فيهم ويعملون أعمالاً الله أعلم بها وهو من ورائهم محيط وسيلقون جزاء ما يعملونه .
فالمهم أن هذا من البدع التي اخترعوها في هذه المناهج المستوردة نسأل الله أن يهدينا وإياهم وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه( ).
وسئل - حفظه الله تعالى - : فضيلة الشيح أسأل الله أن يشرح صدرك للحق إنني - ولله الحمد -هداني الله إلى الصواب ولكن مع استقامتي هذه وجدت مجموعات سرية تقوم بأنشطة سرية وبرامج فكرية معاصرة وهي عبارة عن سلسلة من الحلقات السرية حتى المسئول عنَّا لا نعرف من يقوم بتوجيهه وهي تقوم بسب ولعن الحكام والبحث في الواقع أكثر من طلب العلم الشرعي ويقولون إن الذي يفقه الواقع أفضل من علماء هذا الزمن وهم يتلقون تربيتهم من بعض المعاصرين الفكريين وصلتهم بالسلف الصالح والأئمة قليلة جداً بدعوى أن هذا العصر لا يصلح إلا لهذه الفكرة وهذه المجموعة تسمى (السرورية) أو (القطبية) ( ) وأنا منتظم ولي فيها أربع سنوات ووالله لم أستفد أي شيء فما هي نصيحة والدي الغالي فأنقذني من هذا الأمر بالنصيحة الفاضلة ؟
فأجاب الشيخ - حفظه الله تعالى - :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .
أما بعد :
فإن هذه المجموعات السرية مجموعات مبتدعة ويتضح ذلك من الأمور الآتية :
أولاً : السرية والتكتم في دعوتهم بدون حاجة إليه فالدولة مسلمة يؤيد الدعوة وتعين عليها وتضع مرتبات لأهلها والمجتمع مسلم يؤيد كل دعوة إصلاحية ويتظافر معها فما هو الداعي للسرية إلا أنهم عندهم في دعوتهم أموراً غير تعليم الأحكام الشرعية يريدون التكتم عليها حتى يصلوا إلى مآربهم .
ثانياً : الحزبية والتنظيم الذي يفرق الأمة ويجعلها فرقاً متعادية يبغض بعضها بعضاً ويتنكر بعضها لبعض فكل حزب يرى أن الحق ما هو عليه دون غيره فيتعاطفون ويتناصرون فيما بينهم بيد أنهم لا يفعلون ذلك مع غير حزبهم وهذه بدعة تشطر الأمة وتفرقها رغم أن الأمة واحدة حسب التوجيه القرآني الكريم قال تعالى إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ( ) .
ثالثاً : من بدعهم الإمارة في الحضر وهذه بدعة يستعبدون بها الأحرار فلا يتحرك أحد ممن انتظموا في حزبهم إلا بعد إذن أميره علماً بأن هذا لم يطلبه رسول الله  من أصحابه ولا أمر الله عز وجل عباده بذلك أي بأن لا يتحركوا إلا بعد استئذان نبيهم إلا إذا كانوا معه على أمر جامع كالغزو مثلاً قال تعالى وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ( ) أما بدون ذلك فكل منهم يذهب لحاجته لا يحتاج أن يستأذن النبي  وإن هؤلاء القوم يلزمون الناس بما لم يلزمهم به الله ولا رسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه .
رابعاً :من بدعهم وجرائمهم : لعن الحكام وسبهم ، والتزهيد فيهم ، وعدم اعتبارهم ولاة تجب طاعتهم ؛ وهذا خلاف ما أمر به رسول الله  حيث يقول :" اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك "( ).
فمَنْ مِنَّا اليوم ضرب ظهره بدون حق أو أخذ ماله بدون حق ؟
إن دولتنا - ولله الحمد - تعطينا ولا تأخذ منا بل نحن في أمن ورغد عيش تغبطنا عليه جميع الأمم فما هو الداعي للعن ولاة الأمور وسبهم ؟
أما المنكرات فهي قد وقعت في أبهى العصور وأفضلها كعصر الخلفاء الراشدين وعصر بني أمية وأول دولة بني العباس التي هي العصور المفضلة فاقرؤوا التاريخ وانظروا ما تجدون فيه في زمن السلف الصالح والأئمة المتبوعين كالإمام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل .
ولما وصف النبي  لأصحابه ولاة الجور قالوا : أفلا ننابذهم ؟ قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة "( ). وفي حديث آخر :" قال : لا إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان "( ).
وإن دولتنا ولله الحمد تقيم الصلاة وتقيم الحدود وتحكم شرع الله وتحكم به في محاكمها وتشجع على العلم وتعين عليه وتعين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد رصدت له موازنة وللدعوة والدعاة فهي لا زالت والحمد لله بخير .
فقل لمن يلعن الحكام السعوديين في هذا البلد لينظر في حكام المعمورة أجمع هل يجد مثل الحكام السعوديين بل إن الفرق كبير والبون شاسع فليتق الله هؤلاء وليعودوا إلى رشدهم قبل أن يعاقبهم الله ونحن لا نقول إن الحكام في هذا البلد معصومون من الخطأ أو أنهم ملائكة لا يخطئون فكل بشر يخطيء ولا بد ولكن ذلك لا يوجب سباً ولا لعناً ولا خروجاً عن الطاعة ما داموا ملتزمين بالشرع في أغلب أمورهم على أنفسهم وعلى من تحت أيديهم .
خامساً : أما فقه الواقع الذي ما زال هؤلاء يشقشقون به ويطنطنون فنحن نقول لهؤلاء إن كنتم تريدون بفقه الواقع ما ترتب عليه الأحكام الشرعية وتتبين به الفتوى مما يكون مناطاً للحكم أو سبباً له أو وسيلة إليه فإن سماحة الشيخ ابن باز وابن عثيمين وابن فوزان والغديان واللحيدان والأطرم وعبدالعزيز آل الشيخ وغيرهم من القضاة أو المفتين لم يصدروا الحكم أو الفتوى إلا بعد أن يعرفوا الواقع الذي يحيط بها أو يؤثر فيها وإن كنتم تريدون بفقه الواقع الاطلاع على أسرار الدول وأخبار أهل العصر مما يكتب في الجرائد والمجلات أو تتناقله وسائل الإعلام أو يستنسخه المحللون السياسيون أو غير ذلك فإن لأهل العلم شغلاً بأعمالهم التي نيطت بهم وأوكلت إليهم من الفتوى والتدريس والدعوة إلى الله عز وجل ما لا يتسع معه لشيء آخر مع أنهم لهم قدرة محدودة وهذا من خصائص وزارة الدفاع في كل بلد أي التنبه لمكائد الأعداء ومخططاتهم والإعداد لكل أمر بما يناسبه.
وأخيراً : فإني انصحك بأن تبتعد عنهم وتهرب منهم بعد أن تقرأ عليهم هذه الإجابة المختصرة فإن أطاعوك ورجعوا وإلا فابتعد عنهم وعن مجالستهم والسلام وأخيراً فمن هذا يتبين أن السرورية وليدة الإخوانية وتحذوا حذوها في سب الحكام ولعنهم وإن ادعى مؤسسها أنه على المنهج السلفي إلا أن واقع السرورية الذي علمناه خلاف ذلك ولست أقطع بأن هذه الجماعة تابعة له إلا أن الاسم يدل على المسمى وكونه يقول إنه لم يسم جماعته بهذا الاسم فلعله سماها بهذا الاسم بعض اتباعه( ) .
وقد قال النبي  :" ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله : فليكره ما يأتي ولا ينزعن يداً من طاعة "( ) ، فما كان سب الحكام المسلمين ولعنهم من منهج السلف الصالح ولا من طريقهم ولا يمت إلى منهجهم بصلة وإنما هو منهج الخوارج الذين يكفرون بالكبيرة( ) .
وسئل - حفظه الله تعالى - : ما حكم المشاركة في المراكز الصيفية ، وقضاء الأوقات فيها ؟ وإذا كنتم ترون أن هناك بديل عنها فما هو وجزاكم الله خيراً ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : المراكز الصيفية لا نقول إنها باطلة وخطأ كلها ، بل المراكز ربما يكون في بعضها خير ، وربما يكون في بعضها شر ، والعبرة بالقائمين عليها :
فإن كان القائمون عليها ، أهل منهج صحيح وطريقة سليمة ، وعقيدة سلفية صحيحة ، فالمشاركة في هذه المراكز جائزة بل مستحبة ؛ لأن فيها خيراً .
وإن كانت هذه المراكز يشرف عليها أناس أصحاب بدع مضلة وضالة أصحاب حزبيات ومناهج خاطئة فإن المشاركة في هذه المراكز التي بهذه الصورة لا تجوز ؛ لأن فيها شراً ، ومن انحدر فيها فإنه حينئذ قد تسبب في إهلاك نفسه إلا أن يتوب إلى الله ويرجع إلى الله ؛ لأننا قد رأينا من أصحاب المناهج شيئاً فظيعاً لا يحتمله أي قلب فيه إيمان ، فإذا كان قد بلغ منهم الحال إلى أنهم يقولون بحرية الاعتقاد ، وحرية التعبد ، ويزعمون أن دين اليهودية والنصرانية أديان صحيحة ويقولون بالدعوة إلى توحيد الأديان ، فماذا بقي بعد ذلك فهل يصح لمن يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه أن يقول للمسيحي الذي يقول : إن عيسى هو الله أو أنه ابن الله ، أو أنه ثالث ثلاثة ، أن يقول له : هذا أخي أيعقل هذا ؟!! لا والله ، وهل يصح من مسلم أن يقول لليهودي الذي يقول : إن نبوة محمد  إنما هي للعرب ؟ مع أن الله تعالى قال لنبيه  قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً( ) ، ومعروف عمل اليهود إخوان القردة والخنازير والعياذ بالله وهو معروف حالهم فهل يجوز للمسلم أن يقول لليهودي : إن هذا أخاه ؟!! إن هذا والله هو الظلم وهذه هي قاصمة الظهر، عندما يتصدر أقوام يزعمون أنهم دعاة إلى الله ،ويعقدون المؤتمرات من أجل توحيد الأديان فيا سبحان الله ، هل آمن بالدين الإسلامي من يقول هذا ويدعو إلى هذا ؟!!
أليس الله سبحانه وتعالى يقول إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ( ) ، ويقولوَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ( ) ، ويقول ( )قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ( ) .
وسئل - حفظه الله تعالى - : هل الذهاب بالشباب إلى الخلوات - أي الأماكن التي ليس فيها سكان – من منهج الإخوان المسلمين ، أم أن الأمر بخلاف ذلك ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : نعم هذه من طريقتهم ، فهم يقولون نذهب ونقرأ القرآن ، وما أشبه ذلك من الأمور فيسرون في الليل إلى أماكن بعيدة ويجلسون هناك وعندهم أناشيد وما شابهها من البدع ، حتى أني أذكر أنه مرة قبل حوالي 12 سنة أو 15 سنة ، دعيت إلى معسكر فقدم لي سؤال بأن أناساً يذهبون بعد صلاة العشاء إلى مكان بعيد عن السكن ويزعمون بأنهم يقرؤون القرآن ، ويتعبدون في ذلك المكان ، فهل ترى أني أخرج معهم أو لا أخرج ؟ فقلت له : لا تخرج :
1/ لأن هؤلاء القوم إن كانوا صادقين فيما يدعون وبأنهم يريدون العبادة فكان ينبغي لهم أن يجلسوا في المسجد .
2/ أني أخاف عليهم إذا كان عددهم قليل ومعهم طفل صغير ربما يطغيهم الشيطان حتى يحصل منهم ما يحصل .
وحتى أن بعضهم جاء إلي وعاتبني وقال : أنت تقول وتقول ؟
فقلت له : أليس السلف ينهون عن مصاحبة الأمرد ؟
قال : نعم .
وإن بعضهم كان يجلسه خلف ظهره فالمهم أن عملهم هذا فيه خطر ، ومثل هؤلاء إنما يعملون هذا العمل لأمور ، يريدون أن يتستروا عليها وأن يتخفوا بها بمعنى أنهم سيصرحون بأقوال للموجودين معهم ، ولا يستطعيون أن يصرحوا بها إذا كانوا في مجمع كبير وإنما يصرحون بها عند من يثقون به فنسأل الله أن يهدينا وإياهم سواء السبيل ، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه( ).
وسئل الشيخ أحمد النجمي _ حفظه الله تعالى _ : عن شبهة الحزبيين في اتخاذهم أمارة في الحضر وهي أنهم قالوا : أمر الرسول  بوضع أمير في السفر والسفر رحلة قصيرة فلماذا لا نضع لنا أميراً في هذه الدنيا وهي رحلة طويلة يحثنا على الخير وينظم صفنا وهم يستدلون بذلك على جواز البيعة لغير الحاكم ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - :
حديث التأمير في السفر أخرجه أبو داود بلفظ :" إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " ( ). قال الخطابي : إنما أمروا بذلك ليكون أمرهم جميعاً ولا يتفرق بهم الرأي ولا يقع بينهم اختلاف اهـ قوله : إذا كان ثلاثة والمعنى : أنه إذا كانوا جمعاً وأقلها ثلاثة فليؤمروا أحدهم فليجعلوا أحدهم أميراً .
أما ما زعموه أو زعمه بعض متبعي المناهج الحزبية تبريراً لتصرفاتهم الخاطئة من اتخاذهم الأمراء في الحضر غير الأمير العام وإعطائهم البيعة لأميرهم المجهول حيث زعم هؤلاء أو بعضهم أن شرعية الإمارة في السفر دليل على جوازها في الحضر جعله من باب قياس الأولوية بمعنى : أنه إذا استحب ذلك في السفر القصير الذي يكون أياماً ثم ينقطع فإنه من باب أولى يجوز في السفر الطويل الذي هو سفر الدنيا من باب أولى .
وأقول : إن هذا الزعم باطل وفهم خاطىء لأمور :
الأول : أن الله عز وجل هو المشرع ورسوله  هو المبلغ لشرعه فلا يجوز لأحد أن يشرع غير ما شرعه الله ورسوله ولا أن يشرع ما لم يأذن به الله ورسوله .
الثاني : الفرق بين السفر والحضر فرق واضح يعرفه كل أحد فالذين يكونون في دار المقامة أي في الحضر مرتبطون بالأمير العام فلا يجوز لهم أن يتخذوا أميراً غيره وإلا لسادت الفوضى وتحكمت السفهاء واختلط الحابل بالنابل وإن شرع الله لينزه أن يقر مثل هذه المهازل فضلاً عن أن يشرعها ويأمر بها وإن شرع الله ليحرم الخروج على السلطان وإن كان فاسقاً جائراً .
وقد جاءت بذلك أحاديث كثيرة ففي صحيح مسلم من حديث عبادة بن الصامت  قال :" دعانا رسول الله  فبايعناه فكان فيما أخذ علينا : أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان " ( ).
قلت : فأي منازعة أعظم من أن تبايع أميراً آخر غير الأمير العام وكيف يكون موقفك إذا ورد عليك أمر الأمير الأول يأمر بشيء ، وورد عليك أمر الأمير الآخر ينهاك عن ذلك الشيء فمن تطيع ؟ هل تطيع الأول وتترك طاعة الثاني ؟ أو تطيع الثاني وتترك طاعة الأول ؟ فإن أطعت الأول وتركت طاعة الثاني فقد رشدت إلا أنه يجب أن تعلم أنك بطاعتك للأول وترك الثاني قد اعترفت أن بيعة الثاني باطلة لا أساس لها من الصحة وأن فعلها ضرب من العبث . وإن أطعت الثاني وتركت الأول الذي قد بايعته أولاً وأعطيته صفقة يدك وثمرة فؤادك فإنك حينئذ قد أغضبت ربك وتسببت في إيقاع الفتنة في مجتمعك فإن سفكت الدماء فأنت المتسبب فيها وعليك منها أوزار لا يعلمها إلا الله وإن انتهكت المحارم فأنت المتسبب فيها وعليك منها أوزار لا يعلمها إلا الله وإن أخيفت السبل فأنت المتسبب فيها وعليك منها أوزار لا يعلمها إلا الله ، فانظر لنفسك وتب إلى الله ما دامت التوبة مواتية .
فإن قلت : أنا ليس في عنقي بيعة ؟
قلنا : إنَّ بيعة عريفك وشيخ قبيلتك بيعة عنك وعن جميع القبيلة ، فأنت في عنقك بيعة شئت أم أبيت .
وإن قلت : إن بيعة الأول باطلة ؟
قلنا : ما هو السبب الذي أبطلها ؟
فإن قلت : أبطلها إقرارهم للبنوك الربوية ؟
قلنا لك : وهل تعتقد أن فعل الربا موجب لكفر فاعله ؟
فإن قلت : نعم .
قلنا لك : هذا مذهب الخوارج ؛ الذين يكفرون المسلمين بالكبائر ويعتقدون تخليدهم في النار ؛ لذلك فهم لا يحكمون بالإسلام إلا لمن هو على مذهبهم وعقيدتهم.
أما أهل السنة والجماعة فإنهم لا يكفرون أحداً بذنب وإن كان كبيرة وإن تكرر منه هذا الذنب عدة مرات .
فإن قلت : ما هو الدليل على ذلك ؟
قلنا لك : ما جاء في الحديث الصحيح : أن رجلاً كان كثيراً ما يؤتى به في الخمر فأتي به مرة فقال رجل : لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به في الخمر !
فقال النبي  : " لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم "( ).
فسماه أخاً في الإسلام مع أنه يكثر من شرب الخمر التي هي أم الخبائث ولم يخرجه تكرار الشرب من الإسلام بل أنكر على من لعنه .
وقد تبَيَّنَ من هذا أن فاعل الكبيرة لا يكفر بفعلها ولو تكرر حتى يستحلها فإن استحلها كفر ولو لم يفعلها قال الحافظ ابن حجر: قد قام الإجماع على أن قليل الخمـر وكثيره حرام وثبت قوله  :" كل مسكر حرام "( ) ومن استحل ما هو حرام بالإجماع كفر( ) اهـ لكن ما هو الاستحلال الذي يعتبر به العبد مستحل لذلك المحرم ؟
والجواب : الاستحلال هو من فعل القلب وهو أن يعتقد العبد بقلبه حل المحرم المجمع عليه ولو لم ينطق بذلك فمن اعتقد حل الزنا كفر ، ولو لم يفعله ،ومن فعله وهو يعتقد أنه حرام فهو مسلم فاسق ،ومن اعتقد حل الربا كفر ولو لم يفعله ،ومن فعله ، وهو يعتقد أنه حرام فهو مسلم فاسق ، ومن اعتقد حل الخمر كفر ولو لم يشربه ،ومن شربه وهو يعتقد أنه حرام فهو مسلم فاسق .
وعلى هذا فبأي شيء نعرف الاستحلال ؟
الجواب : نعرفه بالنطق بأن يقول مثلاً : بأن الخمر حلال أو الربا حلال أو الزنا حلال أو أن يكتب ذلك في كتاب نقطع بصحة نسبته إليه أما بدون ذلك فلا ؛ لأن الاستحلال من عمل القلوب والقلوب لا يطلع على ما فيها إلا الله وحده .
وقد بطلت بهذا التحقيق حجة من يكفر بفعل الكبيرة ولو تكرر ويبطل به بيعة الإمام مع أن إذن النبي  في الخروج على الأئمة وجواز قتالهم كان معلقاً بالكفر البواح الذي معنا من الله فيه برهان وقيد الطاعة بإقامة الصلاة :" أطيعوهم ما أقاموا فيكم الصلاة "( ). والطاعة مقيدة بالمعروف لقوله :" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق "( ). وشرط فيها آخر وهو فيما نستطيع لحديث جرير بن عبد الله :" بايعت رسول الله  على السمع والطاعة فلقنني: فيما استطعت والنصح لكل مسلم"( ).
فما هو المبرر لاتخاذ أمير في الحضر غير أمير العامة ومبايعة وال آخر مخفي غير الوالي المعروف الظاهر ؟!!
لا شيء غير الهوى عند أصحاب المناهج الحديثة الذين اتخذوا منهجاً غير المنهج النبوي فعوقبوا بإعراضهم عن سنة المصطفى  أي عوقبوا بتقليب القلوب واستحسان الباطل فإنا لله وإنا إليه راجعون .
فإن قلت : لم نبايع على إمامة وإنما بايعنا على العمل للإسلام وهي الدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله ؟
قلنا : العمل للإسلام قد أوجبه الله عليك بما أخذه عليك من عهد في كتابه وعلى لسان رسوله  كقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ  إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ( ).
ثم أنت إن فعلت الدعوة إلى الله فعلتها امتثالاً لأمر الله عز وجل وأمر نبيه  كنت مخلصاً مثاباً وإن فعلتها امتثالاً لأمر من بايعته فإني أخاف عليك في هذه الحالة أن تكون مرائياً تقصد إرضاء من بايعته فلا يكون لك أجر وستندم حين لا ينفع الندم.
الثالث : أن الأمر من الشارع الحكيم  بالتأمير خاص بالسفر ومقصور عليه ومحصور فيه يدل على ذلك قوله  :" إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم " ( ).
فقوله : " إذا خرج " إذا شرطية غير جازمة وخرج : فعل الشرط وفعل فليؤمروا: جواب الشرط وجزائه والتقييد بثلاثة متمم لفعل الشرط إذ هو فاعله يعني إن الثلاثة فأكثر أمروا أن يؤمروا عليهم واحداً إذا كانوا في سفر أما إذا كانوا في حضر فلا .
ومن هذا يتبَيَّنَ أن الإذن من الشارع  في الإمارة الخاصة خاص بالسفر دون غيره ، ومن زعم أن الإذن بالإمارة الخاصة في السفر دال على جواز فعلها في الحضر فهو جاهل لا يعرف من شرع الله شيئاً ومن حقه أن يستر على نفسه وألا يظهر جهله لغيره وبالله التوفيق( ) اهـ .
وسئل الشيخ أحمد النجمي _ حفظه الله تعالى _ : ما رأيكم في قول بعض الناس إني أريد أن أجالس أهل العلم ، وأجالس من ينسبون إلى الحزبيات ؛لأني لم أرَ منهم منكراً ، وأنا عندي علم أميز به بين الحق والباطل ؟
فأجاب _ حفظه الله تعالى _ : الذي يقول هذا ليس عنده علم ، ولكن عنده هوى وجهل وميل إلى الحزبيين وهذا الذي حمله على قوله هذا وبالله التوفيق( ) .
وسئل الشيخ أحمد النجمي _ حفظه الله تعالى _ : ما رأيكم فيمن يشارك في مراكز ومخيمات الحزبيين ، وهو يعلم أن أهل العلم قد ذكروا أن القائمين على هذا المركز بعينه حزبيون ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : هذا يدل على أنه معهم لذلك فإنه يلحق بهم حسب ما قرره أهل العلم ، عمن يتعاون ويركن إليهم ويدافع عنهم( ) .
وسئل الشيخ أحمد النجمي _ حفظه الله تعالى _ : هل تنصح الشاب المسلم الفاسق أن يشارك في بعض المراكز التي يشرف عليها أناس قد تأثروا بفكر وطريقة جماعة الإخوان المسلمين والتي أنتم تعلمون ما فيها وفي غيرها من الدعوات الحزبية من الخلل والخطأ ؛ لأنها خالفت منهج السلف في أمور كثيرة أم أنكم تنصحون كل شاب مسلم ولو كان فاسقاً أن يتركها ويبحث عن البديل السالم من هذه الآفات التي عمت وطمت في كثير من المراكز الصيفية - إلا ما شاء الله - من التصوير والأناشيد الجماعية والتمثيل وغيرها كثير ، وأرجو أن توضح لنا البديل عن هذه المراكز ؛ ليحفظ الشاب وقته في الشيء الذي يحبه ربه ويرضاه وجزاكم الله خيراً ؟
فأجاب _ حفظه الله تعالى _ : أرى أن بقاء الشاب على ما هو عليه من الفسق ، وهو يعتقد اعتقاد أهل السنة ويعلم أنه على خطأ أرجو له أن يرجع يوماً إلى الحق وأرجو له المغفرة إن بقي على ذلك وإن أصاب عذابٌ عذب بقدر جنايته وأرجو أن تدركه رحمة الله لبقاءه على التوحيد .
أما إن دخل مع هذه الأحزاب ؛ فأنه سيعتقد اعتقادات باطلة حتى ولو تأثر في سلوكه من الناحية التعبدية إلا أن في هذه المناهج ضعف الولاء والبراء ؛ بل عدمه . وفيها اتخاذهم للرافضة الذين يسبون أبا بكر وعمر وسائر الصحابة إخواناً لهم . وفيها اعتقادهم أن اليهود والنصارى يجب أن نتعاون معهم وأن نحبهم كما قد أعلن هذا المبدأ على أيدي جماعة من الإخوان المسلمين كحسن البنا ويوسف القرضاوي وعبد المجيد الزنداني وحسن الترابي وأمثال هؤلاء علماً بأن من لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر . ومن اعتقاداتهم السيئة اتخاذ تشريعات من قبل رؤسائهم كشروط البيعة العشرة . ومن ذلك اعتقادهم بجواز الخروج على ولاة الأمر المسلمين ومنازعة السلطان أهله ، وهذا مخالف لما نصت عليه السنة في أحاديث كثيرة وصحيحة بأن الخوارج مارقون يقتلون إن أمكن قتلهم .
وأخيراً أقول : إن بقاء الشاب على ما هو عليه من الفسق مع اعتقاده عقيدة أهل السنة خير له من أن يعتقد هذه الطوام ويرى أنها حق وهي باطل ؛ هذا ما أراه وأرجو أنه الحق( ) .
كلمة بديل هذه يقولها الناس كثيراً فإن وجد البديل الذي يجلب المصلحة ويدفع الضرر فالحمد لله وإن لم يوجد فليس من شرط ترك الباطل أن يكون له بديل ، بل نترك الباطل ؛ لأنه باطل فإن وجدنا بديلاً عنه وإلا فيكفينا أنا أطعنا الله بترك الله الباطل وأرى أن المطالبة بالبديل في كل شيء هي باطلة بذاتها .
علماً بأن هناك في الساحة دوراتٌ علمية على منهج السلف والمدرسون فيها سلفيون والمقررات سلفية فهي البديلة عن دورات الحزبيين وإن لم يكن هناك بديل ؛ كأن يكون الإنسان في مكان ليس فيه دورات علمية سلفية ولا دعاة سلفيون فانطواء الشاب على نفسه وقراءته للقرآن ولكتب العقائد ككتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب وكتاب التوحيد لابن خزيمة وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية كالعقيدة الواسطية والحموية والتدمرية وغيرها إذا كان الإنسان في مكان ليس فيه دورات سلفية فينبغي له أن يقرأ هذه الكتب وإن أشكل عليه شيء اتصل بالعلماء السلفيين واسترشدهم وطلب منهم النصيحة وبيان ما أشكل وسأل ربه وضرع إليه أن ييسر له طلب العلم على طريقة أهل السنة والجماعة وأن ييسر له من يبين له الحق وقد وعد الله ووعده حق .
هذه نصيحتي لكل شاب يريد الحق ويبحث عن سلامة نفسه من الشبه في الدنيا ومن العذاب في الآخرة وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه( ) .







سئل الشيخ ربيع المدخلي- حفظه الله تعالى - : ما حكم الخرجات التي يقوم بتنظيمها بعض الشباب في كل أسبوع بقصد الدعوة إلى الله ! بينوا لنا ذلك بياناً شافياً حتى ينتفع الجميع ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد
فمنذ أوحى الله إلى محمد  هذا الدين كتاباً وسنة وأثنى على العلم وأهله وحث على طلب العلم والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمور كثيرة حض عليها الإسلام وكلف الأمة أن تقوم بها ومن ضمن ذلك حثهم على طلب العلم والرحلة فيه قص الله قصة موسى عليه الصلاة والسلام إذ قال لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً( ) ذهب ليتعلم ممن هو دونه علماً لم يكن عنده هذا النبي الكريم رحل ليتعلم قص الله تبارك وتعالى هذه القصة العظيمة قصته مع الخضر عليه الصلاة والسلام وما كان يحصل من الخضر ومعارضة موسى له عليه الصلاة والسلام وكيف انتهت القصة بتأويل وتوضيح وتبيين ما أشكل على موسى عليه الصلاة والسلام وأن كل تصرفاته كانت بأمر الله عز وجل لا من عند نفسه كما قص الله ذلك في سورة الكهف .
والله تبارك وتعالى قال فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ( ) فالآية مختلف في تفسيرها من هي الطائفة الراحلة ومن هي الطائفة التي تبقى ولكن لا يختلفون في أن طلب العلم مقصود في هذه الآية وفهم كثير من العلماء شد الرحال إلى طلب العلم بل حصل شد الرحال لطلب العلم من المسلمين في حياة النبي  فكانوا يفدون إليه أفراداً وجماعات ليتلقوا منه العلم في الله وفي دينه ودأب السلف في شد الرحال إلى العلماء لطلب العلم ومنهم أئمة عظماء بعد أن بلغوا مبلغاً عظيماً من العلم فكانوا مع ذلك يشدون الرحال إلى من عنده علم أو عنده أسانيد لا توجد عندهم مثل الإمام أحمد ويحيى بن معين والبخاري ومسلم وغيرهم من أئمة الإسلام وألف العلماء في ذلك الرحلة في طلب العلم وبينوا من رحل وإلى أين رحلوا فكان يرحل الرجل من خراسان إلى الحجاز إلى مصر إلى الشام في مدنه وقد يرحل بعضهم يواصل رحلته إلى المغرب وبالعكس يرحل أناس من المغرب إلى المشرق وأناس يرحلون من الحجاز إلى بلدان أخرى وهكذا ثم يعودون إلى بلدانهم بعد هذه الرحلات العظيمة يعود كل واحد إلى بلده فيفقه أهل تلك البلدة وكان العلم بهذه الجهود عاماً شاملاً في بلدان الإسلام وأضواؤه تنير الآفاق مدناً وقرى حتى حصل التقصير في طلب العلم وفي شد الرحال وقل العلماء فغلب على كثير من المسلمين الجهل وغلب على كثير من الطوائف الضلال فنحن بحاجة إلى شد الرحال لتحصيل العلم على أيدي العلماء الأكفاء .
أما الخرجات هذه التي تخرج وهدفها الأول : اللعب بالكرة والتمثيل السيء ولا يكون إلا سيئاً والأناشيد والتربية على الحزبية لفلان وفلان والجماعة الفلانية فهذه منكرة ولو غلفوها بشيء من العلم إذ كيف يتعلم الصبيان بعضهم من بعض في الوقت الذي يديرون فيه ظهورهم لأهل العلم فلا يهتمون بتحصيل العلم على أيديهم بل قد يكون كثير من أهل العلم قد شوهت صورهم وشوه واقعهم وشوه تأريخهم من قبل هذه الأحزاب التي تتولى تربية النشء على الحزبيات الضالة المنحرفة وعلى ما يتصل بهذه الحزبيات من أفكار ومباديء وانحرافات لا تتفق أبداً مع كتاب الله وسنة الرسول  ومنهج السلف الصالح كما هو ذلك ملموس بالأيدي ومسموع بالآذان ومرئي بالأعين فيما يكتب وفيما يقال فيما يسجل في الأشرطة من هذا الإنحراف الخطير الذي أدخل الشباب في متاهات على أيدي أهل الضلال والبدع فمن جاءنا بهذه التمثيليات والأناشيد والخرجات ومن كان على هذا المنهج من أئمة الإسلام على امتداد تأريخهم من عهد الرسول  إلى عهد الصحابة إلى يومنا هذا متى كان طلاب العلم يلعبون ويغنون وينشدون وقد يرقصون ويسمعون الطبول ويسمعون التفاهات هذه متى كان طلاب العلم بهذا الشكل ما حصل هذا إلا على أيدي أهل الباطل وأهل البدع الذين يصدون عن سبيل الله الحق ولقد جاء أهل الأهواء والبدع إلى هذا البلد بهذه التفاهات وبهذه الخرافات وبهذه اللعب الشيطانية ليصدوا الناس عن الدعوة الطيبة المباركة التي جاهد وناضل من أجلها الإمام المجدد محمد بن عبدالو هاب وتلاميذه الأبرار والأئمة الأخيار جاءت هذه الألاعيب لتمحو هذه الآثار ولتقيم على أنقاضها البنا وفكره الضال الصوفي الخرافي وسيد قطب وفكره المنحرف الذي ما ترك ميداناً من ميادين الإسلام إلا وعبث به ولا أصلاً من أصول الإسلام المهمة الكبيرة إلا وزلزله وشوهه أو دمره مع الأسف الشديد فلقد والله تناول الصحابة أسوأ تناول وأخبثه وتناول موسى هذا الذي رحل في طلب العلم هذا النبي العظيم من كبار أولي العزم تناوله بأخبث تناول وأسوئه وأقبحه وتناول القرآن ذاته فخَّلاه ألاعيب موسيقى وتمثيليات ومسرحيات إلى آخر الإفتراءات التي افتراها على القرآن وهذا النشء المسكين الذي يربى على أيدي أهل هذه الخرجات وأصحاب الألاعيب والتمثيليات كل ذلك لا يهز ضمائرهم كل هذه الأفاعيل والبوائق التي ارتكبها هذا الرجل لا يحرك فيهم ساكناً مما يدل على أنهم قد قتلوا الشباب قتلاً قتلوا الغيرة على القرآن وقتلوا الغيرة على مقامات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقتلوا الغيرة على العقيدة السلفية وأنعشوا في أنفسهم حب أهل البدع وأهل الأهواء وحب هذه الأباطيل وحب الكتب الباطلة الفاسدة التي اشتملت على الأباطيل والضلالات فإنا لله وإنا إليه راجعون فأين البقية الباقية من هذه الأمة أولي الرشد وأولي النهى أين هم لماذا لا يبادرون إلى إنقاذ هذا الشباب المنكوب والله في دينه وفي أخلاقه وفي مشاعره وفي عقله وفي تفكيره فما أبقوا له شيئاً من هذه الأمور المهمة التي يجب أن تتوفر في شباب الأمة فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعافي الشباب وأن يرزقهم العقول النافذة البصيرة لإدراك الحق من الباطل والتمييز بينهما وإلى احترام الحق وأهله ونبذ الباطل وأهله إذ هم الآن في حال قد فقدوا هذه المزايا فكيف يميزون بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبين أهل الحق وأهل الباطل فقد أصبح الباطل حقاً عندهم على أيدي هؤلاء الضلال وأصبح الباطل حقاً وانقلبت الموازين والمقاييس في عقول هؤلاء وفي مشاعرهم وضمائرهم فنسأل الله تبارك وتعالى أن يهيء لهم دعاة صادقين مخلصين لا يريدون إلا وجه الله ولا يريدون للأمة إلا العزة والكرامة ولا يطلبون منهم إلا التأسي بهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والتمسك بهديه كتاباً وسنة اسأل الله أن يهيئ كل ذلك إن ربنا سميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم( ).
وسئل - حفظه الله تعالى - : ما رأيكم في المراكز الصيفية ؟
المراكز الصيفية ماذا يوجد فيها على ماذا تقوم ؟
السائل : على دورات علمية .
فقال الشيخ : علمية فقط لا يوجد فيها لعب ولا أناشيد ولا تمثليات ما فيها فكر الإخوان المسلمين ؛ إذا كان فيها هذا فالحذر الحذر إذا كانت قائمة على كتاب الله وسنة رسوله  فكلنا سوف نذهب ونؤيد ونساعد ونعلم معهم لكن والله نعرف انحرافات وأن لهم أهدافاً سياسية ومناهج سياسية وأباطيل – بارك الله فيك - فهم يجذبون الشباب بهذه الألاعيب وهذه الحيل ويضعون ستارة من المنهج السلفي والهدف شيء ثاني .
أسألهم عن سيد قطب ؟ أسألهم عن البنا ؟ أسألهم عن المودودي ؟ أسألهم عن بدعهم عن كتبهم ؟ ماذا يقولون لكم ؟ يأتيك بمقتضيات ومبررات !!! لا تأمنه على دينك كذاب خائن غشاش - بارك الله فيك - فنحن نعرف أن هذه يتولاها قوم لهم أهداف ولهم مناهج ولهم ولهم فالذي يحترم نفسه ودينه عنده المسجد الحرام فيه العلماء ويجلس يتعلم العلم الشرعي من العلماء وليس من الأطفال والسفهاء وأذناب أهل البدع إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم تأخذ الدين عن الجهلة وعن اللعابين والرقاصين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً - بارك الله فيك - تمثيليات وأناشيد وضحك وكره وكلام فارغ منذ قامت مدرسة محمد إلى يومنا هذا ما فيها هذا اللعب الرسول كان يضع ملاعب وأبو بكر وعمر ومعاذ وابن ثابت وأنس وغيرهم من الشباب كان يضع لهم ملاعب كان يدربهم على السلاح ويقول لهم تدربوا الرماية والضرب بالسيوف وركوب الخيل تفضل تدريب على أساليب الجهاد تفضل أما أناشيد وتمثليات أنا والله مرة جالس عندهم تمثليات وعندهم أشياء حالقين لحاهم لابسين أفرنجي كرفتات يتمايلون مثل النساء وأصواتهم فيها غنج النساء - أعوذ بالله - ما تسمعون هذه الأشياء ويختارون أجمل الناس صوتاً ويمكن أجمل الناس صورة هذا بلاء – بارك الله فيك - تتركون العلم أصلي في الحرم الصلاة بمائة ألف صلاة وأسمع العلم الشرعي من البخاري ومسلم أروح مع اللعابين أين عقولكم وهم لا يخرجونكم ليعلموكم العلم الشرعي ! هم يخرجونكم ؛ ليغرزوا فيكم بدعهم وضلالاتهم وحب أهل البدع وموالاتهم لهذا يخرجونكم فهذه طعوم يتصيدونكم بها وحيل وإلا الهدف الأساسي معروف( ) .
السائل :يا شيخ أنا الآن تركتهم لكن في واحد منهم شاب أتاني بفتوة للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين يقول - يرد على صالح الفوزان - لقد أخطأ الذي قال الخروج من باب الدعوة بدعة فشككني ؟
الشيخ : خروج للدعوة كونك تذهب إلى المساجد وتدعوا إلى الله هذا طيب وأما الخروج على طريقة الحزبيين كرة ولعب هذا شيء لا يقصده الشيخ ابن عثيمين - بارك الله فيك - قصده غير قصد الشيخ الفوزان ، الفوزان يمنع من الخروج إلى الإخوان والتبليغ الخروج البدعي أما أنك تسافر لهذا البلد تسافر في تلك القرية وتبدأ تلقي كلمات في المساجد والدروس وكذا فهذا أمر محمود ، الفوزان يتكلم عن الأناشيد والتمثليات وعلى بدع أهل التبليغ في خروجهم .هذا مقصود الفوزان .
السائل : بعض أهل البدع يرون لزوم الإستئذان لتابعيهم في كل أمر ومن لا يستئذن يوبخ ويستدلون على لزوم الاستئذان بقوله تعالى وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ( ) فكيف نرد على هذه الشبهة أفيدونا جزاكم الله خيراً ؟
فأجاب : هذا يقال في الإمام في الرسول  وثانياًَ : يمكن لإمام المسلمين .
أما لأهل الأهواء لا ولا لغيرهم وقد كان أصحاب الرسول  يتزوجون فإذا كانوا معه في أمر جامع في خلال هذا الاجتماع يتسللون هكذا ا غلط لكن في غير اجتماع اذهب حيث شئت وأتصرف كما أشاء بيع شراء وزواج وأي شيء والصحابة هكذا كانوا يفعلون لم يكونوا يستأذنون يسألهم الرسول  في كل شيء كما يتحكم هؤلاء ويستعبدون هؤلاء المساكين .
السائل : ومن شبههم أيضاً يزعمون بأن الشيخ ابن عثيمين والألباني وابن باز رحمهم الله تعالى يرون الخرجات فما تقولون حفظكم الله تعالى ؟
فأجاب : أنا ما أعرف هذه الأقوال عن المشايخ أنهم يرونها وإذا كان في الخرجات تمثليات وأناشيد وبدع لا يقرها لا ابن باز ولا ابن عثيمين ولا غيرهم .
هذا كلام مجمل ! تلبيس ؟
السائل :هم يرونها في الدعوة إلى الله ؟
فأجاب : إنهم في الدعوة إلى الشيطان والبدع والضلالات !
وليست الدعوة إلى الله ويفسدون بها الشباب المستقيم ولا يصلحون بها الفاسدين وهي قائمة على البدع ما هي على الحجج والبراهين .
دعوة الأنبياء والمصلحين قائمة على الحجج والبراهين وليس في الظلمات والكهوف .
في المساجد وعلى المنابر تصدع بالأدلة والبراهين( ).









سئل – حفظه الله تعالى - : نرجو منكم نصيحة عامة حول التفرق إلى أحزاب وجماعات ؟
فأجاب : الجواب هو أن دين الله واحد وليس متعدداً وبناءاً على ذلك يجب أن يكون الناس جماعة واحدة ولهذا يقول الله جل وعلا وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا( ) فأمر بالاعتصام وحرم التفرق وهذا التفرق يكون له أسباب ويكون له أهداف ولكن الشخص الذي ليست عنده خبره وليس عنده علم يغتر وبعد ذلك ينضم إلى جماعة من الجماعات ثم ينشأ عن ذلك أن يكون عدواً لجميع الجماعات الأخرى التي لا تكون من هذه الجماعة وهذا موجود فهؤلاء الذين يتفرقون ليس عندهم في الحقيقة أساس من العلم إلى درجة أن يكونوا هم الذين على حق وأن يكون غيرهم على باطل فعندما تجتمع مع واحد منهم يقول : اترك الجماعة الفلانية رئيسها فيه كذا وأعضاؤها فيهم كذا وفيهم كذا فحينئذٍ يشتغل بعضهم في بعض ثم إن من الأهداف فصل الشباب عن العلماء السابقين فصلهم عن القرآن فصلهم عن السنة فصلهم عن هدي الرسول  وعن هدي الخلفاء وعن هدي الصحابة  وربط هؤلاء الشباب بأشخاص معينين وفصلهم عن تراث علمائهم السابقين فصلهم عنهم وربطهم بمؤلفات حديثة . الطريق السليم هو ربط الناس بكتاب الله وبسنة رسول الله  وتعليم الشباب هذا المنهج كما سلك رسول الله  في تعليمه لأصحابه في خلال ثلاث وعشرين سنة فالواجب هو الاعتصام بكتاب الله وبسنة رسوله  والاجتماع جماعة واحدة على هذا المبدأ( ).
وقال - حفظه الله تعالى - : البلاد هذه كانت ما تعرف اسم جماعات لكن وفد علينا ناس من الخارج وكل ناس يؤسسون ما كان موجوداً في بلدهم فعندنا مثلاً ما يسموهم بجماعة الإخوان المسلمين وعندنا مثلاً جماعة التبليغ وفي جماعات كثيرة كل واحد يرأس له جماعة يريد أن الناس يتبعون هذه الجماعة ويحرم ويمنع اتباع غير جماعته ويعتقد أن جماعته هي التي على الحق وأن الجماعات الأخرى على ضلالة فكم في حق في الدنيا الحق واحد كما ذكرت لكم أن الرسول  بَيَّن افتراق الأمم وأن هذه الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا:من هي يا رسول الله قال  :" من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"( ). فكل جماعة تضع لها نظام ويكون لها رئيس وكل جماعة من هذه الجماعات يعملون بيعة ويريدون الولاء لهم وهكذا فيفرقون الناس . البلد الواحد تجد أن أهلها يتفرقون فرق وكل فرقة تنشأ بينها وبين الفرقة الأخرى عداوة فهل هذا من الدين ؟ لا ليس هذا من الدين ؛لأن الدين واحد والحق واحد والأمة واحدة الله جل وعلا يقولكُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ما قال كنتم أقساماً لا قال كنتم خير أمة أخرجت للناس( ) في الحقيقة أن الجماعات هذه جاءتنا وعملت حركات في البلد حركات سيئة لأنها تستقطب وبخاصة الشباب لأنهم لا يريدون الناس الكبار هؤلاء قضوا منهم ما لهم فيهم شغل لكن يجيئون أبناء المدارس في المتوسطة وأبناء المدارس في الثانوي وأبناء المدارس في الجامعات وهكذا بالنظر للبنات أيضاً في دعوة الآن في جماعة الإخوان المسلمين وفي دعوة لجماعة التبليغ حتى في مدارس البنات . فلماذا ما يكون الإنسان مع الرسول  ما يكون مع فلان المصري ولا مع فلان الهندي سر مع الرسول  يأخذ من كتاب الله ومن سنة رسوله  ويسأل عما أشكل عليه .
وسئل - حفظه الله تعالى - :نحن في قرية ويتوافد علينا بما يسمى جماعة التبليغ فهل نمشي معهم أم لا نرجو التوضيح ؟
الجواب: لا تمشِ معهم ،إنما تمشي مع كتاب الله وسنة رسوله  ( ).



قال الشيخ الفوزان - حفظه الله تعالى - : كل من خالف جماعة أهل السنة فهو ضال ، ما عندنا إلا جماعة واحدة هم أهل السنة والجماعة ، وما خالف هذه الجماعة فهو مخالف لمنهج الرسول  . ونقول أيضاً : كل من خالف أهل السنة والجماعة فهو من أهل الأهواء ، والمخالفات تختلف في الحكم بالتضليل أو بالتكفير حسب كبرها وصغرها ، وبعدها وقربها من الحق( ) .
وسئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى - : هل يجوز للعلماء أن يبينوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق ؟
فأجاب حفظه الله تعالى : نعم يجب بيان خطر الانقسام والتفرق ؛ ليكون الناس على بصيرة ؛ لأن العوام ينخدعون ، فكم من العوام الآن انخدعوا مع بعض الجماعات يظنون أنها على حق ، فلا بد أن نبين للناس المتعلمين والعوام ؛ ،لأن العلماء إذا سكتوا عنه ، فيدخل الضلال من هذا الباب فلا بد من البيان . فعندما تحدث مثل هذه الأشياء لا بد من البيان للناس ؛ ليكونوا على بصيرة من أمرهم ، والخطر على العوام أكثر منه على المتعلمين ؛ لأن العوام يظنون أن هذا صحيح وأن هذا حق( ) .
وقال - حفظه الله تعالى - : إن الله سبحانه وتعالى شرع لنا الأخذ بمنهج السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان قال تعالى وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ( ) ، فالله شرع لنا الأخذ بمنهج السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار عموماً ، والأخذ بمنهج الخلفاء الراشدين خصوصاً ؛ لأنهم خلفاء الرسول  ، وأولئك أصحاب الرسول  ، فمنهجهم هو المنهج الصحيح وما عداه فهو ضلال .أي إنسان يبتكر منهجاً أو خطة يدعو إليها ويجمع الناس عليها وهي تخالف منهج الرسول  ، ومنهج الصحابة ومنهج خلفائه الراشدين ؛ فإنها خطة ضالة لا تسمن ولا تغني من جوع بل تضر( ) ، وما حصل في المسلمين اليوم خير شاهد ، فإنهم لما كثرت بهم النزعات ، وصاروا يتقبلون الأفكار الوافدة من هنا وهناك تفرقوا واختلفوا وتعادوا وتقاطعوا ولو أنهم عملوا بوصية رسول الله  ورجعوا إلى المنهج الصحيح لما كان شيء من ذلك( ) .
وقال أيضاً : مما يسبب الاختلاف تعدد الجماعات التي تسمى جماعات الدعوة ، الدعوة لا شك أنها من أهم أمور الدين ، وأمر مطلوب قال تعالى وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ( ) لكن هذا لا يعني أن كل داعية يكون له جماعة ، وينفصل عن الجماعة الأخرى ، الواجب على الدعاة إلى الله أن يجتمعوا وأن يوحدوا منهجهم على كتاب الله وسنة رسول الله  ، وأن يصححوا أخطاءهم ويتعاونوا على الدعوة إلى الله ويتشاوروا ويتفاوضوا هذا طريق الدعوة الصحيحة . أما تشتيت الجماعات وكثرة الحزبيات وتقبل الأفكار التي تفد من الخارج ، هذا هو الذي يسبب النزاع ويسبب الافتراق . لماذا نتلقى الأفكار من الخارج ؟
لماذا لا نرجع إلى كتاب ربنا وإلى سنة نبينا ونرجع إلى هدي السلف الصالح , وإلى ما كان عليه علماؤنا في هذه البلاد بلاد التوحيد ، لماذا لا يكون منهجنا هذا ؟ لماذا نستورد الأفكار ونستورد المبادئ من جماعات في الخارج الله أعلم بها ؟
لو كان فيها صلاح لأصلحت بلادها ، فلماذا نفرط بهذه النعمة التي نعيشها ونستورد الأفكار والمبادئ والمناهج من الخارج ؟ هل نحن في شك من واقعنا ؟! هل نحن في شك من عقيدتنا ؟! هل نحن في شك من علمائنا ؟! لماذا نغير المسار؟! لماذا لا نسير على ما سار عليه سلفنا ؟! لماذا لا نبقى على هذه الجماعة في بلادنا ؟! وهذه النعمة ونكون جماعة واحدة نتعاون ونتشاور ونتناصح ونكون جماعة واحدة كما كانت ولا تزال – ولله الحمد – لكن فيه من يريد أن يفرق بين هذه الجماعة ، نسأل الله أن يصلح ضال المسلمين ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وأن يجمع كلمة المسلمين على الدين( ) .
وقال أيضاً : لا بد أن يكون منهج الدعوة موافقاً لما شرعه الله سبحانه وتعالى وليست مناهج الدعوة مفوضة إلى الناس يضعون مناهج لأنفسهم ، بل المنهج الذي وضعه الله سبحانه وتعالى ورسمه وطبقه رسول الله  في سيرته العطرة وكذلك اتباع الرسول  ساروا على منهج الرسول  في دعوته ، وأي واحد يحدث منهجاً يخالف الرسول ، منهج الكتاب والسنة ؛ فإنه يكون مخطئاً في منهجه وبالتالي لا تنجح دعوته بل تكون دعوته غير صحيحة ، إنما ينجح في دعوته إذا ترسم خطى الرسول  ، وأخذ منهج الدعوة من الكتاب والسنة( ) .
وسئل - حفظه الله تعالى - : يقال عن اللعب أنه وسيلة من وسائل الدعوة ؟
فأجاب :ليس هو وسيلة للدعوة . قلنا :إن وسائل الدعوة يتبع فيها طريقة الرسول  لكن هذا من المباحات في الحدود والشروط التي ذكرناها يكون من المباحات لأجل تقوية الجسم أو إعطاء شيء من الراحة للنفس أما أنه وسيلة من وسائل الدعوة فأنا لا أعرف أنه من وسائل الدعوة ، ونحن لا نُدخل في وسائل الدعوة شيئاً ليس منها( ) .
وقال أيضاً : التمثيل ليس من هدي السلف ولا من منهجهم ، وإنما هو مستورد من الخارج ، فالمسرحيات والتمثيل عرفت من الخارج ، وتسربت إلينا ، واعتبارها من وسائل الدعوة غير صحيح ، فوسائل الدعوة ولله الحمد غنية عن هذه الطريقة .
وما عرف المسلمون هذه الطريقة ، وكانت الدعوة ناجحة في مختلف العصور ، ولما جاءت هذه الطريقة ما زادت الدعوة في شيء( ) مما يدل على أنها سلبية( ) .
وقال أيضاً : ليس من وسائل الدعوة الرحلات الجماعية والاجتماعات السرية والانقطاع عن المجتمع كما يفعل بعض الجماعات( ) .
وسئل – حفظه الله تعالى - : أرجو أن تبينوا لنا نحن الشباب الملتزمين حكم الانضمام والدخول مع الشباب الذين يعرفون بالمكتبات أوالطلعات أو الخرجات ؟
فأجاب : أتركهم لا ترح معهم .
وسئل – حفظه الله تعالى - : أعرف بعض الأقارب والإخوان يمشون معهم فهل أنصحهم بالرواح معهم ؟
فأجاب – حفظه الله تعالى - : لا ، قل : أرى أن تبقوا في بيوتكم وفي المساجد ومع إخوانكم والروحات والجيات ما لها داعي في هذا الوقت( ).
وسئل – حفظه الله تعالى - :لا يخفى على فضيلتكم أن الإجازة على الأبواب فهل تنصحون الشباب بالالتحاق بالمراكز الصيفية علماً أن هناك فيها من الأناشيد والتمثيليات فما حكم ذلك ؟
فأجاب : المراكز التي فيها أناشيد وتمثليات لا يذهب إليها الطالب وإنما يذهب إلى طلب العلم في المساجد وحلق المشايخ في المساجد ويطلب العلم ويمضي ويطالع في الكتب يطالع دروسه المستقبلية ويمضي عطلته في طلب العلم أما إذا كان هناك تمثيليات وأناشيد وأمور لا يشارك فيها ؛لأن هذه لا خير فيها وليست هي من طلب العلم( ).
وقال - حفظه الله تعالى - : الشريط والكتاب من أهم وسائل الدعوة إذا كانت هذه الأشرطة صادرة عن أهل العلم وعن أهل البصيرة والفقه في دين الله فهي أشرطة نافعة وهي نعمة من الله وأما الخروج وعمل دعوات والتجمعات فأنا لا أرى هذه الأمور ، الدعوة إلى الله تكون علانية في المساجد أنفع شيء في المساجد فإذا أردتم أن تدعوا الشباب أو تدعوا الصغار فيكون هذا في المساجد ينتفع الصغير والكبير ، النبي  ما كان يطلع بالناس يروح بهم إلى البر أويعمل لهم عشا ويجمعهم وإنما كان يدعوهم في المساجد وفي مجالسه عليه الصلاة والسلام وإذا سافر للجهاد أو للحج أو العمرة يدعوا الناس في طريقه وفي منى ومشاعر الحج وفي عرفة ألقى خطبة عليه الصلاة والسلام وفي منى ألقى خطبة عليه الصلاة والسلام .
أما قضية أخذ الناس إلى مكان كذا أو أخذ الشباب إلى مكان كذا فهذا لم يكن من هدي السلف ولا من سنة الرسول  وهذا ربما يحدث أشياء غير مرغوب فيها ربما أن هذه الأمور تستغل استغلالاً سيئاً وربما أن الناس يسيئون الظن يقولون لو كان هؤلاء عندهم خير وعندهم فائدة ما راحوا يتكتمون وينعزلون وينحازون لو كان عندهم نفع وخير نشروه على الناس وخلوا الناس يشتركون فيه ويسمعونه ويستفيدون منه( ) .
وسئل – حفظه الله تعالى - : ما رأيكم في من يعمل محاضرات لإضحاك العامة وبعد ذلك يدعوهم إلى الله ؟
فأجاب :هذا لا يجوز استعماله في الدعوة إلى الله عز وجل ،الدعوة إلى الله ليس ضحكاً ولا مزحاً ولا ترفيهاً إنما الدعوة إلى الله صدق وجد ومجالس ذكر ، آيات وأحاديث وذكر الجنة والنار أما استعمال الترهات والأضاحيك والسفاهات هذه لا تجوز في مجالس الذكر ولا تجوز في المساجد بصفة خاصة لا تليق بمجالس الذكر ولا يجوز أن تنسب إلى الدعوة إلى الله عز وجل( ) .
وسئل – حفظه الله تعالى - :منَّ الله علي بالهداية منذ زمن وأقوم بأعمال دعوية منها تربية شباب لهدايتهم واستقامتهم بالطرق التالية :
1- تعليمهم الإلقاء والخطابة .
2- المشاركة في المسابقة الثقافية .
3- تعلم التمثيل والأناشيد الإسلامية .
4- قراءة الكتب والمجلات الهادفة .
5- القيام بالرحلات والزيارات الترويحية ؟
فأجاب :كل هذا ليس من الدعوة في شيء ، ولا هو من وسائل الدعوة !
لو علمتهم التوحيد وعلمتهم أحكام الطهارة وشروط الصلاة وأركان الصلاة وأحكام الزكاة وأحكام الصيام وأحكام الحج وأمور العبادات وعلمتهم الآداب الشرعية( ) أما إذا علمتهم الأناشيد وعلمتهم التمثيل وعلمتهم الرحلات ماذا يستفيدون من هذا ، هل يزول عنهم الجهل هل يعرفون أحكام العبادات وأحكام التوحيد وأحكام المعاملات وأحكام الفقه ما يعرفونها من هذه الأمور فإذا كنت ناصحاً لهؤلاء الطلاب فإنك تدرسهم كتب العلم المفيدة وتفهمهم إياها وتحثهم على العمل بها . هذا هو المطلوب وهذه هي التربية والتعليم الصحيح أما الرحلات وأما الأناشيد وأما هذه الأمور هذا ما أفادت الناس ما أفادتهم شيئاً( ).
وسئل – حفظه الله تعالى - : أرجو توجيه الشباب إلى الطريقة المثلى في تحصيل العلوم الشرعية جزاكم الله خيراً ؟
فأجاب : الطريقة المثلى الأخذ عن العلماء البداية من المختصرات أولاً لكل فن مختصر من المختصرات وأن يدرسوا على العلماء إما في الفصول الدراسية وإما في المساجد أما أن يتعلموا على أنفسهم أو بعضهم يتعلم على بعض أو الإنسان يأخذ كتاباً ويطالع على نفسه ويطلع على الناس يفتي ويصحح في الأحاديث ويضعف ويجرح في الصحابة والرواة هذه خطورة لا يجوز ، لا يجوز للإنسان أن يتعلم على نفسه أو يتعلم على كتابه أو يتخرج من داره لازم يتعلم على أهل العلم إما في الفصول الدراسية وإما في المساجد.
فلماذا نسمح لمباديء تدخل علينا من هنا وهناك وتفد علينا ونتقبلها ؟
فرقت جمعتنا وشتت شبابنا وكونت أحزاباً وجماعات !!!
هذه بادرة خطيرة يجب أن نتنبه لها وأن نصلح هذا الشرخ الذي حصل وهذا النزاع الذي حصل بين بعض الشباب . لا نقبل كل ما جاءنا وكل ما سمعنا وكل من قال أنا عالم أو أنا داعية ما نقبل منه حتى نعرف حقيقته ونتأمل منهجه وندرس حاله ونسبر أموره ما نتقبل الأمور على طول خصوصاً الأمور الوافدة على بلادنا يجب أن نتريث فيها ونتأمل فيها وندرسها ونعرضها على علمائنا حتى نعرف المصلح من المفسد والله يعلم المفسد من المصلح فيجب علينا أن نهتم بهذا الأمر وهذه قضية مهمة جداً لا يجوز أن نتغافل عنها لأننا إذا تغافلنا عنها سَرَتْ فينا وحطمت قوتنا وشتت شملنا وفرقة جماعتنا( ) .
وسئل _ حفظه الله تعالى - : هل يصلح للقائم على النشاط المدرسي أن يربي طلابه تربية جهادية ، وذلك بأن يسمي مجموعاتهم بأسماء الغزوات ويعرض عليهم أخبار المجاهدين في الشيشان وغيرها ويعرض عليهم أفلام الفيديو التي تعرض صور بعض المعارك والشهداء ويسمعهم الأناشيد الحماسية التي تحث على الجهاد ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : المعلم مؤتمن ، الواجب عليه أن يدرس الطلاب المنهج الذي بين أيديهم ويوضحه لهم ، يدرسهم الفقه والتوحيد والنحو والحديث والتفسير والقرآن ، ولا يخرج بهم عن ذلك إلى أشياء لم يبلغوها ولا تتحملها عقولهم وتشغلهم عن دروسهم فيتجنب هذه الأشياء ويقتصر على تدريسهم الدروس التي قررت عليهم ، ويكفي منه أنه يفهمهم إياها ويدرسهم إياها ويؤدي الأمانة التي في ذمته( ).
سئل الشيخ - حفظه الله تعالى - : اتخذ البعض الرحلات والزيارات طريقة للهداية والاستقامة ! ما حكم هذا في الدعوة إلى الله ؟ وما الحكم إذا جمع معها تدريس كتاب من كتب العقيدة ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - :
أنا أقول لكم لا تغادروا المساجد وجماعة المسلمين ، اتركوا الرحلات ولا تسموها رحلات دعوية ؛ لأننا لا ندري ما حقيقتها ، ولا من الذي وراءها ، ولا من الذي يدخل فيها لكن عندكم - ولله الحمد – المساجد والمدارس وتجمعات المسلمين في مجالسهم ، الزموا الجماعة – جماعة المسلمين هذا الذي أوصيكم به ، ولأن الوقت الآن وقت فتن ووقت شرور ، وأصبح المسلم مثل الشاة بين الذئاب تريد أن تفترسه .
فالزموا جماعة المسلمين ولا تكثروا من الخروج والرحلات ، خصوصاً صغار السن حافظوا : عليهم ولا تتركوهم يسافرون ويذهبون وأنتم لا تعلمون عنهم لا أين ذهبوا ، هذا فيه خطورة في هذا الزمن خاصة( ) .
سئل - حفظه الله تعالى - : كما تعلمون أن المراكز الصيفية لها آثار عظيمة ، وأنا أحضر أحد المراكز الصيفية كل يوم ولكن يكثر فيها الأناشيد والتمثيل فما حكم ذلك ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : نعم المراكز الصيفية إنما جعلت لأجل فائدة الشباب وتعليمهم والقضاء على الفراغ الذي قد يسبب لهم شيئاً من الانحراف وضياع الوقت ، فلا يجوز أن يجعل في المراكز الصيفية إلا ما ينفع الشباب في دينهم ودنياهم مما أباح الله وأحل الله - سبحانه وتعالى - من تعليم القرآن وتعليم السنة وتعليم الفقه وتعليم العقيدة وتعليم الحديث وتعليم اللغة العربية وتعليم الحساب وتعليم المهن والحرف المفيدة التي تفيدهم . أما اللهو واللعب والمسرحيات والأناشيد ؛ فإنها لا فائدة فيها بل فيها ضرر ، بل فيها لهو ولعب فتجنب عن الشباب .نحن أين ذهبنا ؟ إذا كنا نريد أن نأخذهم من الشوارع ونقيم لهم مسرحيات !!! صار بقاؤهم في الشوارع يمكن أحسن من ذهابهم للمسرحيات والتمثليات والهزليات والضحك( ).
وسئل – حفظه الله تعالى - : تعلمون ما للمراكز الصيفية من خير كثير ولكن يوجد بها التمثيل وهو كما يقال إنه وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله وتصحيح بعض الأفكار لدى الشباب فما حكم ذلك ؟
فأجاب : المراكز الصيفية فيها خير لا شك وهي تعتبر حلقة من حلقات الدراسة فيها أيضاً أتاحت الفرصة لشباب المسلمين بالتعلم ولكن لا ندخل عليها أشياء تضيعها لا ندخل عليها ترهات تضعيها وتفسد المقصود منها الألعاب واللهو واللعب والتمثيل والأناشيد كل هذه ما هي من مصلحة الطلاب ولا من مصلحة أبناء المسلمين وإنما هي أمور ملهية وأمور مضيعة نعلمهم التوحيد ، نعلمهم الفقه ونعلمهم القرآن أهم شيء نحفظهم القرآن ، نحفظهم من أحاديث الرسول  نعلمهم الحساب والخط نعلمهم المهن والحرف التي فيها فائدة لهم ولمجتمعهم كل هذه أمور مفيدة سواء كانت دينية أو دنيوية أو كانت عربية أيضاً دراسة النحو واللغة كل هذه مفيدة أما هذه الترهات التمثيل فنحن لا نريدهم يروحون إلى المسارح يتعلمون التمثيل حتى يقيموا المسارح أو الأناشيد حتى يصبحوا مغنين ومطربين فيما بعد نحن نحذرهم من هذا نحن نريد لهم الخير ونريد لهم التربية ونريد لهم التعليم النافع أما ما نعلمهم يصبحون مغنين أو نعلمهم حتى يصبحوا مسرحيين لا هذا لا يجوز فلنحذر من هذه الدسائس وهذه الأمور التي لا فائدة لنا منها وإنما تضيع وقتنا وأيضاً تلوث أفكار شبابنا( ).
وسئل - حفظه الله تعالى - : المراكز الصيفية يقام فيها التمثيل والأناشيد مارأيكم في ذلك ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : يجب على القائمين على المراكز الصيفية أن يمنعوا منها الأشياء التي لا فائدة فيها أو فيها مضرة على الطلاب ، وأن يعلموهم القرآن والسنة والأحاديث والفقه واللغة العربية وفي هذا غنية وشغل للوقت عن الأشياء الأخرى وكذلك تعليمهم العلوم التي يحتاجونها في دنياهم كالخط والحساب والمهارات المفيدة .
أما الأشياء التي يسمونها ترفيهية فهذه في الواقع لا ينبغي أن تكون في البرامج ؛ لأنها تقتطع جزءاً من الوقت بلا فائدة ، بل ربما تشغلهم وتنسيهم الفائدة التي جاءوا من أجلها ، ومن ذلك : التمثيليات والأناشيد ؛ فإنه مجرد لهو ولعب وتدرب الطلاب على متابعة المسرحيات والأغاني التي تبث في وسائل الإعلام المختلفة( ).
وقال أيضاً _ حفظه الله تعالى _ : يجب علينا المحافظة على أولادنا وتحصينهم من الأفكار الهدامة التي يروجها أعداء الأمة الإسلامية والمدعومة من أمم الكفر ويستخدمون لترويجها والدعوة إليها أقواماً من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ويتسللون بين صفوفنا ويتخطفون أبناءنا ويسحبونهم من مدارسنا ومساجدنا ودوائرنا بل ومن بيوتنا إلى خلواتهم المشبوهة ورحلاتهم المسمومة ويلقنونهم الأفكار الهدامة حتى يتنكروا لدينهم ومجتمعهم وولاة أمورهم ويحملوا السلاح في وجوهنا ويسفكوا الدماء المعصومة ويتلفوا الممتلكات المحترمة ، ويهلكوا الحرث والنسل ، ويسعوا في الأرض بالإفساد .
إنّ على الآباء وعلى المدرسين وعلى خطباء المساجد وعلى الدعاة والمرشدين وعلى العلماء عموماً الوقوف أمام هذا التيار الخبيث والتحذير منه ورد شبهات أهله والمروجين له . فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين إنّ ما حصل هو نتيجة عن أهمالنا وغفلتنا وسكوتنا بل والتخاذل بيننا واتهام من يحذر من تلك الأفكار بأنه لا يريد الخير وأنه حاسم إلى آخر ما سمعنا من تلك الاتهامات( ) حتى تمادى الشر وبلغ السيل الزبى ولا حولا ولاقوة إلا بالله( ) .
وقال أيضاً _ حفظه الله تعالى _ : لما حدثت التفجيرات في الرياض وغيرها ، وقد قام بها ثلة من شباب المسلمين استغرب الناس هذا الحدث ، واختلفوا في تعليلاته وأسبابه. وكلٌ أدلى برأي .
والذي أراه سبباً وحيداً لذلك لذلك : هو تربية الشباب منذ صغرهم على مناهج دعوية وافدة تخالف المنهج السليم الذي كانت تسير عليه البلاد ويتلقون أفكاراً من خلال تلك المناهج أدت بالكثير منهم إلى ما لا تحمد عقباه ( ) .















سئل - حفظه الله تعالى - : أنا شاب منَّ الله علي بالتوبة والهداية وعلى الشاب التائب أن يرافق أصحاب الخير ولكن هناك جماعات إسلامية تتمثل في بعض الشباب كالإخوان والسلفية فما موقفي منهم ؟علماً بأن الاختلاف بين هذه الجماعة هو في طريقة الدعوة وبعض الأعمال اليومية ؟
فأجاب – حفظه الله تعالى - :
أنصحك بأن تتقيد بما تعلمه من سيرة النبي  والصحابة فلم تكن لهم تجمعات ولم يكونوا يتوزعون فئات وشيعاً وهذه التفرقات بهذه التقاسيم من أول ما وجدت في الأمة الإسلامية وجد الشر معها ،فإنَّ أول ما وجد التحزبات تلك التحزبات التي كانت ضد الخليفة الراشد عثمان بن عفان  وكانت نتيجتها شراً عظيماً وثلمة في الإسلام ثم أول تجمعات بعد ذلك كانت فئة الخوارج الذين خرجوا على علي  وحصل منهم ما حصل ثم تبع ذلك تجمعات ضلال كثيرة وبقي أهل الحق على اجتماع واحد( ).
وقال - حفظه الله تعالى - :
الإخوان( ) وجماعة التبليغ ليسوا من أهل المناهج الصحيحة( )فإن جميع الجماعات والتسميات ليس لها أصل في سلف هذه الأمة وأول جماعة وجدت وحملت الاسم جماعة الشيعة وتسموا بالشيعة وأما الخوارج فما كانوا يسمون أنفسهم إلا بأنهم مؤمنون . فهم لا يسمون أنفسهم طائفة وإنما سمو حرورية ؛ لأن تجمعهم كان في حروراء( ) .





























سئل - حفظه الله تعالى - : هل ترون للشباب العكوف على طلب العلم في المساجد وترك الخرجات والطلعات نهائياً أم لكم غير ذلك ؟
فأجاب : تعلم العلم في المساجد والدراسة خير من التنقل الذي لا خير فيه .
وسئل - حفظه الله تعالى _ : هذا أفضل من الخرجات والأمور هذه ؟
فأجاب : نعم( ).
وقال - حفظه الله تعالى - : إنما الواجب على كل حال اتباع السنة والسير على منهج نبوي وأن تكون الدعوة تهتم بالتوحيد قبل كل شيء وبتأسيس العقيدة وتثبيتها أما الدعوة المعتمدة على مجرد أذكار وأوراد صباحية ومسائية وأمور ومناهج خططها ورسمها ونظمها أناس مشكوك في كثير من أحوالهم فإنما هي أوراد وأذكار ولا يهتمون بدعوة التوحيد ولا تفقيه الناس في دين الله ولا بأمر بخير ولا بنهي عن شر وإنما هي مجرد تجمعات وأمور الله أعلم بها ، وكثير من هذه الأمور لم تثمر خيراً ولم تحقق خيراً ؛ لأنها لم تكن موافقة في المنهج إلى ما كان عليه محمد بن عبد الله  وصحابته الكرام والدعاة المصلحون السائرون على هذا( ).










سئل الشيخ زيد المدخلي - حفظه الله تعالى - : ما حكم الخرجات التي يقوم بتنظيمها بعض الشباب في كل أسبوع بقصد الدعوة إلى الله ! بينوا لنا ذلك بياناً شافياً حتى ينتفع الجميع ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله فيما يتعلق بما يسمى بالطلعات إلى الفلوات هذا ينظر ماذا يكون وراءه : فإن كان شيئاً قليلاً لا تقتل فيه الأوقات والقصد منه الترفيه على النفس مع الرعاية للطلاب وحسن التربية لهم والتوجيه السديد ويكون ذلك بنسبة قليلة لا يكون في كل أسبوع بحيث لا يتخلفون عنه وبشرط أن يكون مع هؤلاء الشباب الذين يخرجون طلاب علم سلفيين يشرفون على سيرهم وسلوكهم ويحرصون على رعايتهم وتربيتهم التربية الإسلامية السلفية على الوجه الصحيح فلا بأس إذا خرجوا في أوقات قليلة يراعى فيها ما ذكرته من حسن الأدب وحسن السلوك والتوجيه للشباب إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم .
أما إذا كانت الطلعات يقصد من ورائها تربية الشباب على مناهج وافدة تخالف المنهج السلفي أو تخالف جل أحكامه بحيث يكون فيها دعوة إلى تنظيم سري أو يكون فيها دعوة إلى الالتزام بإمارة شخص معين والالتزام بطاعته وهكذا إذا كان فيها النكات المضحكة والفكاهات والتمثيليات التي لا تمت إلى إحياء القلوب بصلة ولا تمت إلى التربية الإسلامية الشرعية بصلة فمثل هذه الطلعات خسران أهلها بَيِّنٌ فلا يقرون عليها ولا يشجعون عليها والواجب على أولياء أمور الطلبة أن يمنعوهم من هذه الطلعات إذا كان تلك ثمراتها وتلك نتائجها وهذا الذي يحضرني في هذا الموضوع .
وقصارى القول فإن نصيحتي للشباب أن يبتعدوا عن هذه الطلعات التي ليس من ورائها جدوى إلا قتل الأوقات وكثرة الضحك وكثرة المزح والإغراق في الأناشيد وربما يدعى الشباب إلى الالتزام بالتنظيم السري والبيعة والإمارة ونحو ذلك مما يخالف منهج السلف فادعوا جميع الشباب أن يتصلوا بالعلماء السائرين على منهج السلف وأن يأخذوا العلم عليهم وأن يتربوا التربية الإسلامية على أيديهم ولا يكون ديدنهم وقلوبهم متعلقة بما يسمى بالطلعات التي عرفنا الكثير والكثير من أخطائها وما وراءها هذه نصيحتي للجميع وأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين وشباب المسلمين إلى المنهج الحق الذي سار عليه أصحاب محمد  واتباعهم إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين( ).
وقال الشيخ زيد المدخلي – حفظه الله تعالى - :
وسائل الدعوة التبليغية التعليمية توقيفية بمعنى أنها ما خوذة من الكتاب والسنة وطريقة الخلفاء الراشدين ومن نهج منهجهم وسلك دربهم . وأن الغاية كذلك توقيفية وهذا ما قرره العلماء الذين عرفوا بالفهم الثاقب في علوم الشريعة ووفق الله الجميع لإصابة الحق والعمل به والدعوة إليه .
و أما فيما يتعلق بموضوع التمثيليات والأناشيد أو الطلعات وما شاكل ذلك فأنها ليست من وسائل الدعوة ؛ لأنه تقدم معنا فيما مضى من الجواب على هذا السؤال بأن وسائل الدعوة إلى الله توقيفية بمعنى أنها منقولة عن الشرع الكتاب والسنة وليست التمثيليات والأناشيد والفكاهات المكذوبة المضحكة والطلعات الشبابية الحركية الإخوانية وما يدور فيها من وسائل لا تمت إلى دعوة الحق بصلة وإنما هذه من المناهج الوافدة والدخيلة على الدعوة إلى الله ؛ لذا فإن وسائل الدعوة معروفة وهذه ليست منها ولا يجوز للناس أن يسمحوا لأبنائهم أن ينخرطوا في سلك المنشدين ولا الممثلين ؛ لأن هذه كلها لا تخدم دعوة ربانية ولا تربي الشباب تربية إيمانية ولا تكتسب منها الأخلاق الإسلامية وإنما يلتمس هذا كله من شرع الله القويم ألا وهو كتاب الله وسنة النبي  .
وقد ينظر في الخروج والطلعات وما شاكل ذلك مما يفعله الحركيون ما هو الذي يجري خلالها !! وعلى أي شي يكون الاجتماع خلالها !! فإن حصل في وقت ما من الأوقات النادرة خروج أو رحلة وكان من يشرف عليها ممن له علم بمنهج السلف والتربية الشرعية الصحيحة فأرجو ألا مانع من ذلك ليكون فيه شيء من الترويح على النفس .
أما أن تعتبر الطلعات إلى الأماكن البعيدة ووضع البرامج لها أسبوعية أو شهرية أو ما شاكل ذلك( ) : فهذا من قتل الأوقات بل ومن الارتكاس في المأثم .
فالحمد لله طرق التربية الشرعية معروفة مأخوذة من الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح وكيف كانوا يربون عليها أنفسهم وأبنائهم وهم قدوتنا ونحن إن شاء الله على الأثر علماً وعملاً( ) .

وقال الشيخ زيد المدخلي – حفظه الله تعالى - عند كلامه على أسباب استقامة الشباب :
السبب الرابع عشر : تحذير الشباب من صحبة من أطلقوا على أنفسهم الجماعات كحزب الإخوان المسلمون وغيرهم من أهل التنظيم السري والمنهج الوافد الذي يخالف منهج السلف في كثير من أصول الدين وفروعه وأهداف الدعوة إلى الله ووسائلها فإن صحبة هؤلاء تفسد على الشباب عقائدهم وحبهم للعلم الشرعي وذويه وتفسد عليهم أخلاقهم إزاء من ينتقد منهجهم المستورد من خارج هذه البلاد مهبط الوحي ومنطلق رسالة الحق وتفسد عليهم صدورهم ضد ولاة أمرنا الذين لهم الفضل الجزيل في إصلاح الدين والدنيا في كل قطر من أقطار الأرض وبالأخص في هذه البلاد الأمر الذي يستدعي من كل مسلم ومسلمة شكرهم بعد شكر الله والدعاء لهم سراً وعلانية وتأليف القلوب على طاعتهم في كل خير ومعروف غير أن من يسمون بالحركيين لا يرون شيئاً من هذه الإصلاحات والخيرات والنعم وكأنهم لا يستمتعون بشيء منها في هذه البلاد العزيزة بلاد الحرمين الشريفين اللذين يأزر الإيمان بينهما في آخر الزمان( )اهـ
وقال الشيخ زيد المدخلي - حفظه الله تعالى – عند كلامه على الملاحظات الشرعية على فرقة الإخوان والتبليغ :
الملاحظة الثامنة : قصر هذه الجماعة الدعوة والتربية على الشباب المنتظمين معهم فقط في أماكن خاصة بهم ، لاحظ فيها لعوام الناس من أبناء الخمسين سنة والستين ونحوهم – علماً أنه لا يوجد مانع لطالب العلم من تعميم التربية الصحيحة والتعليم النافع للأمة في البلاد التي رضي أهلها بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد  رسولاً – .
وإذا كان الأمر كذلك فما هو السر في قصر التعليم من هؤلاء الجماعة على الشباب فقط ؟؟ مع أن كبار السن في المدن والقرى والهجر أشد حاجة إلى التعليم والفقه في أصول الدين كأركان الإسلام والإيمان والإحسان ونحوها ، فلا يظفرون من منسوبي هذه الجماعة بشيء من التعليم والتوجيه إلا من شاء الله منهم وقليل ما هم .
علماً أن لهم شغفاً عظيماً بالمخيمات والمعسكرات والرحلات ولو كانت تحت جنح الظلام !! وأنا لا أحكم لتلك المخيمات والمعسكرات والرحلات بحسن وفضيلة ولا أحكم عليها بقبح ورذيلة لذاتها ، ولكن الحكم على ما يكون فيها ويقصد من ورائها :
فمتى كانت مقراً للتعليم والتدريب على العبادة الشرعية ونشر العلم في صفوف محتاجيه من أهل البوادي والهجر وغيرها فنعما هي .
ومتى كان القصد منها ترفيهاً على النفوس بالإنشاد المطرب لها والتمثيليات المضحكة ، والنكات الفاسدة المفسدة للدين والخلق وتطبيق الأنظمة التي تختلف مع قواعد الشريعة الكريمة سواء تتعلق بالحراسة أو بنظام المأكل والمشرب والملبس ونحو ذلك فساءت مقاماً ومنطلقاً وحلاً وترحالاً( ) .









سئل الشيخ - حفظه الله تعالى - : مجموعة من الشباب يخرجون كل أربعاء أو خميس يخصصون طلاباً للخرجة وهي عبارة مجموعات من الشباب على شكل هرمي ووضع على كل مجموعة أمير يوجه الشباب مع أنه ليس من طلاب العلم ويجعل لهم برامج يمشون عليها ، ومن هذه البرامج : مسابقات ثقافية ورحلات شهرية بما فيها من المسيرات الليلية ولعب الكرة وإلقاء الدروس من المشاركين في الخرجة الذين ليس عندهم من العلم في الغالب ، وانتقاء المثقفين منهم بجلسات سرية وكذلك لا يستطيع أحد هؤلاء الشباب أن يذهب إلى خرجة أخرى إلا بعد إذن أميره ويحذرون من كل من يُحذر من هذه الخرجات ولو كان من أهل العلم !
هل هذا من منهج السلف الصالح أم لا ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : هذه الجماعة جماعة إخوانية ، وجماعة الإخوان إحدى الجماعات الدعوية الحديثة التي كلها ضالة مضلة .
والدليل على أنها إخوانية - إن لم تكن سرورية قطبية - ما تضمنه السؤال من أمور :
أولاً : أن من يلقي الدروس ليسوا معروفين بالعلم .
ثانياً : الإمارة فإن الإمارة المشروعة في السنة إمارتان :
إحداهما : الإمارة العامة وهذه من يلي أمر المسلمين منهم .
وثانيتهما : الإمارة الخاصة وهي في السفر .
الثالث : الجلسات السرية والتي يخصص لها أناس معروفون .
الرابع : المسيرات .
هذه الأمور الأربعة دليل صريح على أن تلك الجماعة جماعة بدعية ضالة وإن انتسبت إلى الدعوة وتسمى المنتسبون إليها بالدعاة فلا تغتروا بها والدعوة عندنا مربوطة بجهة معينة هي وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وما تفرع عنها من مراكز الدعوة فلا يحق لأحد ولا يسوغ لأحد أن يُكَوِّن جماعة يسميها جماعة الدعوة وإن كانت تلك الجماعة على السنة بل لا بد من ارتباط بمراكز الدولة التي وكلت إليها أمر الدعوة إلى الله وتنظيم ذلك وإلا كان ذلكم الإنسان الذي اختط لنفسه خطة يدع فيها إلى الله بغير إذن الجهة المسئولة مفتاتاً على ولي الأمر( ).
وسئل - حفظه الله تعالى - : ما حكم المشاركة في المراكز الصيفية مع العلم أن عندهم التمثيل والأناشيد ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : المراكز الصيفية - التي أشرت إليها بسؤالك – هي مراكز الإخوان ، والإخوان جماعة ضالة مضلة ، ضمن الجماعات الدعوية الحديثة التي كلها على ضلال . وليس عندهم ما يربون به الناس إلا فكر الإخوان ومنهجهم ومن ذلك التمثيل . وأصل التمثيل من اليونان ثم انتهجته الصوفية بزعم أنه رياضة سياحية للنفس ثم تلقفته جماعة الإخوان ومن سار في ركابها .
فبان لكم بهذا أن المراكز التي تتضمن هذه الأنشطة مراكز ضلال وفتنة وتفريق لجماعة المسلمين وأذية على السنة وأهلها وبهذا يحرم المشاركة فيها .
وحبذا لو وجدت مراكز صيفية على السنة يربى فيها شباب المسلمين على حفظ القرآن وما تيسر من التوحيد مثل الأصول الثلاثة وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية وغيرها من كتب العقائد وما تيسر في الفقه هذه لو وجدت فإنها – ولله الحمد – على مر السنين تربي أجيالاً يعرفون كيف يقضون وقتهم وأن ما يمضونه في هذه المراكز هو من الوقت النافع لهم في حاضرهم ومستقبلهم( ).





سئل : هل تعد إقامة الحفلات من الدعوة ؟ وهل تكون عبادة بحيث أنها دعوة إلى الله أرجو التوضيح في ذلك ؟
فأجاب : الحفلات لا أدري ما هذه الحفلات التي يريد أي حفلات هذه ما فهمت المقصود منها لعلها حفلات المدارس إقامة الأنشطة في المدارس النشاط المدرسي.
السائل : نعم .
فأجاب : النشاط المدرسي منقسم فيما يشتمل عليه إلى ما يجوز وما لا يجوز منه أشياء طيبة جيدة ومنه أشياء تمارس ليست بجيدة فمن حيث هو نشاط هذا أمر طيب ومحمود ؛لأنه من الدعوة إلى الله جل وعلا وهذه الحفلات إذا كان فيها تدريب على الخطابة ووعظ الناس أو التذكير بأصول إلقاء كلمات ومحاورات علمية ، إفادة الناس بفوائد يجهلونها ترسيخ معاني توحيد والسنة والعلم النافع والصلاح والإقبال على الآخرة في أنفس الشباب فهذا أمر محمود .
أما إذا كان عن طريق تمثليات مثلاً أو عن طريق معسكرات أو عن طريق أشياء نحو هذه لم تألفها هذه البلاد وإنما جاءت عن طرق لها أصولها في غير هذه البلاد فهذا ينبغي تركه بل يجب تركه ؛ لأن هذه البلاد متميزة ،متميزة في عقيدتها ومتميزة في سلوكها ومتميزة في دعوتها ولن يصلح أهل هذه البلاد أن تنقلهم إلى شيء مستجلب من خارجها بل دعوتها فيها يحملها أهلها بين صدورهم دعوة قامت وأسست هذا البنيان العظيم الذي ترونه والذي هو أقرب ما على الأرض إلى الإسلام الصحيح فما نعلم والحمد لله على توفيقه على ذلك فالمحافظة عليه بأن لا نرضى بإدخال فيهم غريب إليه إذ المحافظة على رأس المال واجب ورأس مالنا هم هؤلاء الشباب وما في قلوبهم من الفطرة الصحيحة وحب الدين والتوحيد فلا تدخل عليهم أشياء تعكر عليهم هذا التأصيل الذي قام في نفوسهم( ).
وقال - حفظه الله تعالى – أيضاً : جماعة الإخوان المسلمين من أبرز مظاهر الدعوة عندهم التكتم والخفاء والتلون والتقرب إلى من يظنون أنه سينفعهم وعدم إظهار حقيقة أمرهم يعني أنهم باطنية بنوع من أنواعها وحقيقة الأمر يخفى منهم من خالط بعض العلماء والمشايخ زماناً طويلاً وهؤلاء لا يعرف حقيقته يظهر كلاماً ويبطن غيره لا يقول كل ما عنده . ومن مظاهر الجماعة وأصولها أنهم يغلقون عقول أتباعهم عن سماع القول الذي يخالف منهجهم ولهم في هذا الإغلاق طرق شتى متنوعة :
منها : إشغال وقت الشاب جميعاً من صبحه إلى ليله حتى لا يسمع قولاً آخر .
ومنها : أنهم يحذرون ممن ينقدهم فإذا رأوا واحداً من الناس يعرف منهجهم وطريقتهم وبدأ في نقدهم وفي تحذير الشباب من الإنخراط في الحزبية البغيضة أخذوا يحذرون منه بطرق شتى تارة باتهامٍ وتارة بالكذب عليه وتارة بقذفه في أمور هو منها براء ويعلمون أن ذلك كذب ،وتارة يقفون منه على غلط فيشنعون به عليه ويضخمون ذلك حتى يصدوا الناس عن اتباع الحق والهدى وهم في ذلك شبيهون بالمشركين يعني في خصلة من خصالهم حيث كانوا ينادون على رسول الله  في المجامع بأن هذا صابئ وأن هذا فيه كذا وفيه كذا حتى يصدوا الناس عن اتباعه .
أيضاً مما يميز الإخوان عن غيرهم أنهم لا يحترمون السنة ولا يحبون أهلها وإن كانوا في الجملة لا يظهرون ذلك لكنهم في حقيقة الأمر لا يحبون السنة ولا يدعون لأهلها وقد جربنا ذلك في بعض من كان منتمياً لهم أو يخالط بعضهم فتجد أنه لما بدأ يقرأ كتب السنة مثل صحيح البخاري أو الحضور عند بعض المشايخ لقراءة بعض الكتب حذروا وقالوا :إن هذا لا ينفعك ماذا ينفعك صحيح البخاري ماذا تنفعك هذه الأحاديث انظروا إلى العلماء هؤلاء ما حالهم هل نفعوا المسلمين . المسلمون في كذا وكذا يعني أنهم لا يقرون فيما بينهم تدريس السنة ولا محبة أهلها فضلاً عن أصل الأصول ألا وهو الاعتقاد بعامة .
من مظاهرهم أيضاً أنهم يرومون الوصول إلى السلطة وذلك بأنهم يتخذون من رؤوسهم أدوات يجعلونها تصل وتارة تكون تلك الرؤوس ثقافية وتارة تكون تلك الرؤوس تنظيمية يعني أنهم يبذلون أنفسهم ويعينون بعضهم حتى يصل بطريقة أو بأخرى إلى السلطة وقد يكون مغفولاً عن ذلك يعني إلى سلطة جزئية حتى ينفذوا من خلالها إلى التأثير وهذا يتبعه أن يكون هناك تحزب يعني يقربون من هم في الجماعة ويبعدون من لم يكن في الجماعة فيقال فلان ينبغي أبعاده لا يُمَكَّن من هذا لا يُمَكَّن من التدريس( ) لا يُمَكَّن بأن يكون في هذا . لماذا ؟ هذا عليه ملاحظات . ما هي هذه الملاحظات ؟ ليس من الشباب ليس من الإخوان ونحو ذلك يعني صار عندهم حب وبغض في الحزب أو في الجماعة وهذا كما جاء في حديث الحارث الأشعري :" أن النبي  قال :"من ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم ". فقال رجل : وإن صلى وصام ؟ فقال  : وإن صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله"( ). وهو حديث صحيح . وكذلك ما جاء في الحديث المعروف أنه عليه الصلاة والسلام قال لمن انتخى بالمهاجرين وللآخر الذي انتخى بالأنصار قال : أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم"( ). مع أنهما اسمان شرعيان المهاجرون والأنصار لكن لما كان هناك موالاة ومعاداة عليهما ونصرة في هذين الاسمين وخرجت النصرة عن اسم الاسلام بعامة صارت دعوة الجاهلية ففيهم من خلال الجاهلية شيء كثير . ولهذا ينبغي للشباب أن ينبهوا على هذا الأمر بالطريقة الحسنى المثلى حتى يكون هناك اهتداء إلى طريق أهل السنة والجماعة وإلى منهج السلف الصالح كما أمر الله جل وعلا بقوله :  ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ  ( ) اهـ ( ).
































ملحق رقم ( 1 )



















ملحق رقم ( 2 )


















ملحق ( 3 )






















































الموضوع الصفحة
تقريظ الشيخ العلامة أحمد النجمي 5
المقدمة 6-11
خطبة الحاجة 6
سبب التأليف 7
تسمية الرسالة 10
الخطة 11
الفصل الأول : الخطوط العريضة لمنهج الخرجات والطلعات والمراكز الصيفية 12-35
إجمال منهج هذه الجماعة 12
أولاً : الخروج للاجتماع 13-19
ثانياً : الأمير 20-24
ثالثاً : الحزبية والتفرقة 25-27
رابعاً : التنظيم والسرية 28-33
خامساً : الطعن في العلماء 34
سادساً : الطعن في ولاة الأمر 35
الفصل الثاني : فتاوى العلماء في الخرجات والطلعات والمكتبات والمخيمات والمراكز الصيفية 36-103
الشيخ حمود التويجري – رحمه الله تعالى - 36-41
الشيخ عبد العزيز ابن باز _ رحمه الله تعالى _ 42
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني _ رحمه الله تعالى _ 43-49
الموضوع الصفحة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين _ رحمه الله تعالى _ 50-54
الشيخ محمد أمان الجامي – رحمه الله تعالى - 55-58
مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله تعالى - 59
الشيخ أحمد بن يحيى النجمي _ حفظه الله تعالى _ 60-71
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي _ حفظه الله تعالى _ 72-77
الشيخ عبد الله بن غديان _ حفظه الله تعالى _ 78-79
الشيخ صالح الفوزان _ حفظه الله تعالى _ 80-90
الشيخ صالح اللحيدان _ حفظه الله تعالى _ 91-92
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله تعالى - 93
الشيخ زيد بن محمد المدخلي _ حفظه الله تعالى _ 94-97
الشيخ عبيد الجابري _ حفظه الله تعالى _ 98-99
الشيخ صالح آل الشيخ _ حفظه الله تعالى _ 100-103
ملحق رقم (1) 105
ملحق رقم (2) 107
ملحق رقم (3) 109
كشاف الموضوعات 115